الأدب و الشعرعن جد !!!! يوسف يعقوب الأحوازي

عن جد من انا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! بقلم: يوسف يعقوب الاحوازي

مير عبدالله الاميري..

كنت اتسائل عن الجيش الخزعلي و جنود الاحواز المرابطين في الحدود فأردت ان ارى اين هو الجيش و ماهي ثكناته العسكرية فخرجت من المحمرة  لتفقد خطوط التماس ولكي ارى هل هناك مرابطين على ارض الواقع ام لا !!! فذهبت شرقا حيث يتوقع ان يكون هجوم الجيش الفارسي الذي تحرك من شيراز واصفهان و كرمان لكي يحتل الاحواز سنة 1923 بجيش قوامه 20000 مقاتل من القزاق! والقزاق هم نخبة من الجيش الفارسي و مزودين بالمدفعية الثقيلة و المدافع الرشاشة الذي تسمى الزنبوري و هي من احدث انواع الاسلحة بعد الحرب العالمية الاولى اعطيت لهم من قبل الجيش الانجليزي! فوجدت ثكنات عسكرية مجهزة و سواتر معدة لمقاومة الهجوم الفارسي في منطقة التميمية بقيادة الشيخ عبدالله الاميري و تحت امرته عشائر الامارة و الهشوش و العمور و كانوا يتمترسون خلف نهر الزهرة بأنتظار قدوم الجيش الفارسي و كأني ارى الامير عبدالله على حصان ابيض اللون يتفقد الخطوط الامامية للرجال و في يده بندقية قصيرة تسمى” الطليعة الخزعلية ” مذهبة في جوانبها و هي مهداة خاصة من الامير خزعل له و كان يشد من عزيمة الرجال لكي يواجهوا العدو بشراسة و لا يتراجعوا الى الوراء.

 

ثم اتيت الى جبهة رامز فوجدت بني سعيد و البدوان و البوعلي و بني خالد مع عشائر من البختيارية الذين يرأسهم سردار ارفع البختياري و كذلك امير مجاهد و هم كانوا على هبة الاستعداد لمواجهة جيش رضا شاه وكان في منطقة جايزان حسين خان البهمئي وطوائف الكهكيلوية و بني طريف و عرب خمسه كانوا يقفون في مفترق الطرق التي تودي الى بهبهان ومدن الاحواز الشرقية في قلاع و مواقع محكمة اعلى الجبال ينتظرون قدوم الجيش الفارسي وكل كان تحت قيادة الامير خزعل في امارة الاحواز!

 

نعم  كان سنة 1923 وكان رضا مير بنج يعد العدة لأحتلال الاحواز ولكن كنت افكر من اين اتت له الفكرة ان يتصرف هكذا و بأيعاز من؟!! كنت اتسائل دائما من كان يملك مقاليد السلطة انذاك في ايران؟! كانت الامبراطورية البريطانية هي القدرة الوحيدة في المنطقة و هي الفائز الاكبر بعد الحرب العالمية الاولى وهي التي خلعت احمد شاه القاجار من الحكم ونصبت رضا بهلوي بمسرحية في البرلمان الايراني وهي بمساعدة جواسيسها في طهران استطاعت ان تمهد الطريق لرضا ميربنج ان يصبح ملكا في عشية وضحاها ولكن في نفس الحال كنت ارى ان علاقات الامير خزعل مع بريطانيا العظمى في غاية المودة والصداقة وكان الامير خزعل حائزا على اوسمة الشرف من بريطانيا فكيف لجندي من القزاق ان يحلم بأحتلال بلد كألاحواز قد اعترفت ب استقلاله الدولة القاجارية و الامبراطورية البريطانية معا و كان لهم بعثات دبلوماسية في المحمرة و ايضا كيف للملك الفارسي الجديد ان يحتل بلد تفصله من بلاد فارس جبال شاهقة  يصعب الوصول اليها يسكنها طوائف وقبائل رحالة والذين لهم خوانينهم و امرائهم الذين يكنون الولاء للشيخ خزعل و تربطهم به صلاة وثيقة وحلف اتحاد عشائر الجنوب وهم كل من القشقائين و البختياريين و البهمئين الذين يقودهم جميعا الامير خزعل و يمدهم بالمال و السلاح؟!

 

كان يدور في مخيلتي ان ثمة خطاء ما يحصل و كنت اخذ بالحسبان كلام خلف ابوحالن الذي كان مستأء من الاخبار التي تصل من لرستان والتي توكد على هجوم فرقة طهران و قزوين على لرستان لكي تهاجم المقاومة اللرية في خرم اباد الذين كانوا بتحالف مع الشيخ خزعل امير الاحواز و كان يمدهم بالمال والسلاح لكي يوقف العدوان الفارسي خلف الجبال!!! و كان حشود العشائر اللرية التي ابت ان تقبل الهيمنة الفارسية على اراضيها و رفضت الاذعان للسلطة المركزية الايرانية خاصة عشائر ” البيرانوند ” و هم الاف المقاتلين متمركزين فی ” تنگه زاهد ” على بعد اميال من خرم اباد فجرت حروب طاحنة راح ضحيتها مئات من الابرياء خاصة حينما قصف الطيران الحربي الايراني بالطائرات الانجليزية و المدفعية الثقيلة المهداة من الجيش البريطاني!!! كنت اتسائل لماذا الجيش الانجليزي يعطي طائرات للجيش الفارسي لكي تقصف المقاومة اللرية الذين هم حلفاء الشيخ خزعل والتي دمرت تحصناتهم و فرقت حشود المقاومين على الارض فضطر اللر الانسحاب الى الجبال وتركوا عوائلهم وراهم ولكن لم يتركهم الجيش الفارسي بقيادة ” الجنرال امير احمدي ” المعروف ب ” قصاب لرستان ” فقصفهم بالمدفعية الثقيلة وفتك بهم لقلة استعداداتهم الدفاعية و نقصان السلاح والعتاد ولم ينته الامر الى هذا الحد بل اسر عوائل المقاومين و اجبروا على الرحيل من ديارهم سيرا على الاقدام الى مخيمات في اقصى الشمال الايراني وقتل العديد منهم بين الطريق ما بين نساء و اطفال و شيوخ و فتك بهم في وقعة لايزال يتذكرها الشيوخ و العجزة التي خرجوا احياء من تلك المجازر.

 

نعم كنت اتسائل لماذا الانجليز يفعلون هذا و يمهدون الطريق لرضا ميربنج الذي كان سائس خيل في اسطبل السفارة الهولندية ايام حكم القاجارية ان يصبح ملكا على بلاد فارس وان يضم بسهولة الامارات المجاورة الى مملكته الجديدة!!!!!!!

 

يتبع

يوسف يعقوب الاحوازي

2017/2/13

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى