آخر الأخبارالتقاريرعن جد !!!! يوسف يعقوب الأحوازيمقالات

عن جد!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! من انا!؟

و كتب رضا خان فيما بعد في مذكراته ( سفرنامه خوزستان) مايلي:

لسنوات عديدة، لم تتمكن الحكومة المركزية من عبور لورستان و الدخول الى تلك المنطقة (الاحواز) والحروب التي اندلعت بين قواتي وزعماء اللر الرحل في لورستان، لها تاريخ منفصل يمكن أن يكتب حقا، واني وضعت اعلى همتي وجهودي لقمع خوانين اللر و زعمائهم لكي اتمكن من احتلال المنطقة ما بين الاحواز (عربستان) و العراق! وبذلك اتمكن من التسلط واستعادة عربستان، التي كانت مركز انعدام الأمن والقتل والنهب والتمرد والعصيان (كما يصفها هو) طوال كامل فترة سلالة القاجار، ووضع حد للممارسات المسيئةمن قبل……. والذي أصبح أميرا مستقلا لهذه المنطقة!!!

بالطبع لم يكن الامر كما يصفه رضا خان في الاحواز لأنه كان الشعب الاحوازي ينعم بسلام وراحة تامة في زمن الامير خزعل ولكن الملفت للنظر ان رضا خان كان معترفا بنفسه باستقلال الاحواز و هو يعترف ايضا انه احتل الاحواز عسكريا بعد ما تمكن من النيل من خوانيين اللر والبختياريين الذين كانوا بتحالف مع الامير الاحوازي وكانوا يدينون له بالولاء!

كانت الامور ضبابية بالكامل في نظر الامير خزعل لأنه لم يكن يثق في الانجليز و وعودهم بانتهاء المشكلة مع رضا خان واجبار الجيش الفارسي على الانسحاب و خير دليل على ذلك ان الجيش الفارسي ابقى الثكنات والمواقع العسكرية التي احتلها في ارجان بيده و لم ينسحب منها! وايضا بعد فترة وجيزة من الحملة العسكرية على الاحواز اصبح رضا خان رئيس للوزراء و فوق هذا كانت الشائعات تدور ان الانجليز يريدون ترشيحه و تتويجه ملكا لأيران خلفا لأحمد شاه اخر ملوك القاجار! كان الامر واضحا انهم واقفين خلفه وقوفا تاما و لا يفرطوا فيه ابدا حتى و ان كان خصمه الامير خزعل الذي يحظى بمكانة مهيبة في ربوع مشايخ العرب و ملوكها في كافة الوطن العربي و الذي تخشاه الانجليز!

كان الامير خزعل متعبا و مشتت الذهن و كان يرى ان ليس بأمكانه التفكير الصحيح و لا التوصل الى استنتاجات الا حينما يفرغ مع نفسه و يخلوا بها لكي يرى التصرف اللائق و السليم ولكي  يخطوا الخطوات المقبلة بحزم ولذالك عزم السفر الى البصرة لكي ياخذ استراحة هناك في قصر الخزعلية و يرى ماذا يصنع بعد فشد الرحال و امر الحاشية ان يجهزوا الامور لكي يسكن البصرة عدة ايام! كان الامير خزعل واعيا بما يجرى و لكن الخروج من المازق لم يكن سهلا عليه بما انه ادرك ان الامبراطورية البريطانية العظمى لم تكن ترى من مصلحتها الوقوف الى جانب الامير خزعل لعدة اسباب!

اولا وكما ذكرنا في السابق كان الامير خزعل صاحب كمالات واداب وتربى شهما جسورا في عائلة عربية عريقة و هو ذو شعبية واسعة في ارجاء الوطن العربي و لسبب مكارمه كان صعب الانقياد ولم يكن يفيد البريطانيين كخادم خلافا لرضا خان الذي كان نشاء و ترعرع في اصطبلات خيول القاجاريين و هو يعرف كلمة الاطاعة تماما و يطبقها تماما كما يريدون!

ثانيا كان الامير خزعل كأب روحي وقائد لجميع مشايخ العرب في منطقة الخليج و كان له شان بينهم يخشاه الانجليز فكان تطويق الامير خزعل و عزله عن باقي الخليجيين يجعل من باقي الامارات و المشايخ الخليجية قادة بلا زعيم يذكر نظرا لما بينهم من مشاكل و خلافات ومن هذا المنطلق سوف يكونوا اقل خطرا على الانجليزفي المستقبل!

ثالثا، ان على الانجليز ان ينفقوا نفقات هائلة لكي يدشنوا جيشا عظيما و مملكة قوية في جنوب الاتحاد السوفيتي( سموها ايران في مابعد) وللحيلولة دون نزول الروس الى المياه الدافئة و كان هذا يتطلب مصادر مالية قوية ونفقات هائلة فما احسن من ثروات الاحواز التي بأمكانهم تقاسمها مع من يحكم بلاد فارس (رضا خان) بدلا من الشيخ خزعل!

بلقضاء على الامير خزعل كان البريطانيوون يرمون ثلاثة عصافير بحجر واحد! كانوا يحتفظون بنفط الاحواز و كانوا يحدون من تمدد السوفيت والاهم من ذلك كله انهم كانوا يحرمون العرب من اكبر زعيم لهم في منطقة الخليج حيث كان الامير خزعل حلقة الوصل بينهم وراعيهم جميعا وبذلك لم تقم للعرب قائمة بعدها….

يتبع….

يوسف يعقوب الاحوازي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى