التقارير

عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير (حزم) الأحوازية لـ(رؤية): إيران صاحبة سياسة عنصرية فاشية

رؤية – وليد أبوالمعارف

في الأحواز لا يزال هناك صوت ينادي من أجل نيل الحرية، ومن أجل توصيل رسالته للعالم، فهو شعب يريد موقفا دوليا ضد أفعال إيران وضد الانتهاكات التي تُرتكب بحقه.

يتحدث عادل السويدي الأحوازي وهو عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة تحرير الأحواز “حزم”، في حوار خاص لـ «رؤية» عن القضية الأحوازية وتطورات المشهد الراهن هناك.

 

في البداية .. ما هو تقييمك للموقف للموقف السياسي الإيراني ومواقف طهران تجاه قضايا الاحواز؟

السياسة الإستيطانية الفارسية الصفوية لا تشمل شعبنا العربي الأحوازي فقط، وإنما تشمل كل الشعوب غير الفارسية المحتلة أرضها مثل “الأتراك (25 مليون) والأكراد (12 مليون) والعرب (11 مليون) والبلوش (5 مليون) والتركمان (3 مليون)” وحتى بعض المنظمات الإيرانية اليسارية ومجالس حقوق الإنسان الإيرانية، كلهم يعانون من البطش السياسي لهذا النظام الاحتلالي وعلى المستويات كلها.

 

ولكن ما يميز موقفهم العنصري تجاه شعبنا الأحوازي هو إضافة نوعية لمجمل قمعهم كون الرسالة العربية الاسلامية هي التي يتذرعون بها، وحقدهم العنصري تجاه العرب وأمة العرب، وإذا كانوا يستعطيون المزايدة على الشعوب الأخرى، فإنهم لا يتمكنون من فرض واقعهم السياسي البغيض على شعبنا العربي الأحوازي الذي يتطابق موقفه وموقف الرسالة الحضارية العربية الإسلامية في كل تفاصيلها وعناوينها وغاياتها، الأمر الذي يعني سحب البساط الأيديولوجي، من تحت أرجلهم، لذلك نتلمس السياسة العنصرية والإبادية والفاشية نحو شعبنا العربي الأحوازي، فهم يدّعون تمسكهم بالإسلام، ولكنهم يتتبعون سياسة طائفية عملية واضحة تجاه كل المسلمين، إذ أن مؤشرات عديدة على ذلك التوجه المذهبي الطائفي الذي يتوافق مع سياستهم العنصرية، فليس غريباً أن لا نرى جامعاً أو مسجداً في الأحواز أو في طهران يلتزم المنظومة الفكرية لبقية المذاهب الإسلامية التي تفترق عن التفكير الفارسي الصفوي في المجال الفقهي والعقائدي الإسلامي.

 

هم يعانون من “فقر حضاري” وثقافي تاريخي، فهم لا يستطيعون لغاية الساعة أن يثبتوا عما إذا كانت لديهم أية علوم أو لغة أو كتب مكتوبة لهم قبل الإسلام، لذلك ضحالة الإرث الحضاري لديهم جعلتهم يحقدون على أمة العرب والشعب العربي الأحوازي، فتاريخيا كان للفرس إمبراطورية، ولم تكن لهم حضارة، ولغاية الساعة فالفرس يستخدمون في تعاملهم العلمي والكتابي من الأحرف العربية بنسبة 65%، ومن هنا نتلمس الحقد والكراهية والضغينة ضد العرب وضد رسالتهم الحضارية العربية الإسلامية، ومساعي تحريفها وتزييف الوعي بمفاهيمها.

 

كيف تتعامل المنظمات الحقوقية العالمية والعربية تجاه الأحواز ؟

نود القول لكم أن هذه المنظمات كلها عمياء أو عوراء عن رؤية كل المشكل الإيراني التي تخضع فيه الشعوب والقوميات كلها لقمع دموي شديد تحت واجهة ما يسمى بالمقاومة، ودعم ما يسمى بحزب الله وإعطاء بعض النقود للمنظمات الفلسطينية، في الوقت الذي تستصرخ ضمائر الشعوب العربية من التدخلات الإيرانية العنصرية وتنفيذها حلقات البرامج الإرهابية ودعمها اللا محدود لعصابات تابعة لهم وتزويدها بالسلاح والأموال والخطط.

 

إذن المنظمات الحقوقية، كلها عوراء، إنْ لم نقل عمياء عن الأوضاع داخل الساحة الإيرانية، وبشكل أخص في الساحة الأحوازية، وهي تتواطأ بهذا الشكل أو ذاك مع سياسة الإحتلال الفارسية العنصرية، والتي دأبت على تفجير الأوضاع في العراق وفي سوريا وفي لبنان وغيرها.

هذه المنظمات تتبع ظل الرؤية السياسية الأمريكية تجاه نظام الملالي، وإذا كنا نمارس نقداً كلياً على ما يسمى المنظمات الحقوقية الإنسانية العالمية والعربية فإننا نخص المنظمات العربية لما يُسمى بحقوق الإنسان بنقدنا المركز، سياسيا وفكريا وإنسانيا وقوميا، فإننا الأقرب للوقائع السياسية العربية، وهي تعرف مجريات الوضع كله، ولكنها ـ أي منظمات حقوق الانسان العربية ـ خرساء لا تنطق بكلمة واحدة لفضح السياسة الاحتلالية الفارسية الصفوية الغارقة في السجن والمطاردة والإعدام والاستيطان لأبناء شعبنا العربي، وكأن كل ذلك لا يكفي، فعمدت إلى استخدام غازات الكلور المميتة والسامة لكي تقتل العشرات من المواطنين العرب الأحواز، وتلحق الأضرار الصحية بثلاثمائة مواطن أحوازي في لحظات قليلة، ونخاطبها ونقول لها : إن سكتم على هذه الجريمة فستمضي إيران في اتباع هذا النهج الصفوي القاتل معكم ومعنا، وسترتكتب المزيد من الجرائم، وإن فضحها ـ ربما ـ سيُسهم في إفناء الجرائم الفارسية بالمضي في سياستها العنصرية .

 

كيف تواجه المقاومة الأحوازية الأفعال التي ترتكبها إيران ؟

 ما يؤسف عندنا هو غياب المعادل الموضوعي للجرائم الفارسية ضد أبناء شعبنا والتي تقع على عاتق المنظمات والأحزاب السياسية الأحوازية الكثيرة التي تتذرع بقلة الإمكانيات وانعدام النصير العربي والاسلامي.

 

إذا .. ما ردكم بخصوص العملية التي وقعت الأحد الماضي، وكان الحديث وقتها أنها جاءت ردا على جريمة غاز الكلور؟

العملية الثورية التي حدثت يوم الأحد الماضي، الموافق (13 – 09 – 2015 ، ضد جريمة غاز الكلور الفارسية تبشر بإنطلاقات ثورية واعدة نأمل لها الإستمرار والتواصل مع انتفاضاتهم الشعبية الماضية التي اندلعت طوال سنوات الاحتلال الفارسي للأحواز منذ العام 1925م بعنفٍ وكفاح صلب، وهو ما نأمل له التجدد والديمومة على كل الصعد.

 

وماذا عن سياسات إيران تجاه انهار ونفط الأحواز؟

السياسة العنصرية الفارسية ليست مختصرة على تحريف الأنهار وسرقة البترول والغاز الطبيعي، وإنما يضاف إليها تجهيل الشعب العربي الأحوازي البالغ تعداده بأكثر من عشرة ملايين، وتجهيله المفرط بعدم فتح مدرسة ابتدائية واحدة تُدرس باللغة العربية الأم، لكي تتعلم الأجيال الطالعة القراءة والكتابة لأطفالها، كما أن سياسة الإستيطان ومصادرة الأرض قائمة على قدم وساق، فقد بلغت الأرقام شبه الرسمية لأكثر من 700 ألف هكتار، وحرمان الأحوازيين من أي وظيفة حكومية محترمة ومتقدمة، في جانبيه المدني والعسكري، وهو أمر ملموس، ناهيك عن اضطهاد الطلائع العربية ومحاولة نفيها بالسجون او الترهيب بصدور الأحكام أو النفي إلى خارج بلادهم الأحوازية.

 

كلها معالم ومفردات القمع الفارسي الصفوي ضد أبناء شعبنا، وما النفط والمياه والغاز الطبيعي إلا عناوين بسيطة، لسياسة الإبادة المنهجية والتخليف العميق لجماهير شعبنا العربي الأحوازي.

 

إن محاولة تصوير بعض المرتزقة على أنهم يمثلون الشعب العربي الأحوازي، وما هم في الحقيقة سوى عناوين لتضليل الآخرين من كل القوميات والجنسيات، فماذا فعلوا في إظهار ولائهم القومي العربي تجاه شعبهم الأحوازي، وإعلان التزامهم للمنظومة الفكرية العربية ؟ لا شيء من ذلك أبداً، وإنما هم يخططون أو ينفذون أجندة فارسية على جميع الصعد، وما هو على شاكلة علي شمخاني وأمثاله سوى مقولات تعبر عن اليد الفارسية الباطشة والتصفوية لأبناء شعبنا.

 

هناك اهتمام ووعي إعلامي إيراني بالأحواز سمعنا عن قنوات ووسائل إعلامية تعمل من أجل أفكار معينة خاصة فيما يتعلق بالقضية الأحوازية ما تحليلكم ؟

فعلا هنا وعي لأهمية الإعلام في ترصين وتزيين الرؤية الفارسية التي تستهدف شعبنا حاضرا ومستقبلاً، فإيران لديها الأصوات الإعلامية الناعقة ليل نهار، وهي اليوم تستفيد من تجارب إعلامية أخرى بلغت أكثر من 60 قناة وفضائيات كقناة المنار وفضائية الميادين، التي تروج لما يُسمى بسياسة حقوق الإنسان في فلسطين، في الوقت الذي نتلمس القمع والانتهاك اليومي ومصادرة الأرض وجرائم السجون ومكافحة الاضرابات في الأحواز، وأن ما تقوم به سلطات الإحتلال الفارسية يفوق بكثير ما تُقدم عليه سلطات الإحتلال الصهيوني ضد شعبنا العربي الفلسطيني، فهل يؤشر وجود هذه الأصوات للعدالة الايرانية ؟

لقد أدركت السياسة العنصرية الفارسية أهمية الإعلام والدعاية في تمرير مخططاتها وذلك بالإستفادة من أجهزة إعلام المنار وفضائية الميادين في ترويج التضليل الفارسي وتجريعه لأبناء الشعب العربي بذريعة المقاومة والممانعة والتحرير والعمل في سبيل الأمة، لذلك نراها اليوم تفتح صوتاً إعلاميا أهوازيا يعبر عن سياستها في كل المجالات الهادفة إلى (أنسنة) المواطنين العرب وإخضاعهم فكريا وثقافيا وسياسيا لمنظمومتها العنصرية الطائفية، وهذا الدور الذي لعبه الشاه الإيراني الأسبق الذي لم يحقق أية نتائج ملموسة على مستوى إضاعة بوصلة الكفاح عند أبناء شعبنا المقاوم لاحتلالهم فهل يتمكن الملالي العنصريون والطائفيون من تقفيص الوعي السياسي لدى أبناء شعبنا العربي الأحوازي ؟

 

وفي النهاية علينا إدراك أن انطلاق هذا الصوت الفارسي المبحوح (فضائية الأهواز) يجيء كردة فعل على النهوض القومي العربي والوطني الأحوازي بعد التغيرات الوطنية المصرية ضد الطائفية والأخوانية.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى