أدبيات الجبهة

صدقتم أيها الكاذبون ، نحن أجانب !بقلم: طارق ابو فراس الاحوازي

ترهات حكومة حسوني((11))

 

بعد عام من تأسيسها ، كتبت صحيفة ” شوت ” أحد أهم الصحف الرياضية الرسمية الإيرانية ، ، يوم أمس 2014-9-18 ، على صفحتها الأولى بالخط العريض ، تشجيعا لفريق استقلال طهران ، لفوزه على فولاذ الأحواز : ” فوز على هذا الأجنبي ! ” ، وتقصد هنا من الأجنبي ، الأحوازيين ، وأيضاً ” فرشتة جمشيديان ” رئيسة تحرير الصحيفة ، كانت تقصد هنا إهانة الشعب الأحوازي ، بكلمة الأجنبي !

 

وظناً منها أنها أهانت الشعب الأحوازي بشماتة وتشفي ، بوصفها لفريق فولاذ بـ”الأجنبي” ، ولكن خاب ظنها ، وقد أسعدني كثيراً هذا الوصف ، لأنها أنصفت الأحوازيين به ، رغم أن مفهوم الإنصاف مظلوماً في قاموس أخلاقهم! ، وهم صدقوا حقاً بهذا رغم أن للصدق قداسة في قانون الأخلاق وهم محرومون منها لأن الحقد أعمى بصائرهم فضلا عن بصيرتهم ، وصدقوا حقاً رغم أنهم كاذبون ، ولكن هذه المرة عفويا خرج الصدق على إعلامهم ليقول كلمة الفصل بحق الأحوازيين ، بأنهم أجانب! وليسوا ايرانيين وبما أن هذه حقيقة لا تحتاج الى تزكية من الإعلام الفارسي ولكن هنا يأتي الله بأمره : لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ  .

 

نعم نحن أجانب ، وهم أيضا أجانب ، فكلمة الأجنبي تطلق على من لم يجمعك معه شئ ، فالعرب ، يختلفون مع الفرس ، في الثقافة ، والدين ، وفي الحضارة والتاريخ ، وفي اللغة ، وفي العادات والتقاليد وكل شئ ، فلا يوجد بيننا أي وجه مشترك ليجعلنا أن لا نكون أجانب ، فنحن إذاً أجانب !

وهذه تعد الأول من نوعها ، وقفزة نوعية ونقطة إيجابية تكتب لصالح حكومة “حسوني” وسلطته الرابعة! ، لأنها قامت بما عجزت أن تقوم به العديد من القنوات والصحف العربية ، (أو الناطقة بالعربية!!) وهو أن تعلن بصريح العبارة أن الأحواز دولة عربية مستقلة ، أو كما عبرت عنها صحيفة ” شوت ” ، ووصفتها بالأجنبية .

ولأن الإعلام الفارسي امتهن محترفاً ، مهنة السب والشتم وتوجيه الإهانات المتتالية للامة العربية ككل ، بنشر كاريكاتيرات و نكت عن العرب والإستهزاء بعاداتهم وتقاليدهم ولباسهم ، ومن يريد الدليل بإمكانه أن يتابع الإعلام الفارسي وسيجد يومياً عشرات الأدلة على كافة أجهزتهم الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة ، فهم جميعا مجتمعون على توجيه الإهانات واقصاء أي جنس آخر غير فارسي بحقد أعمى، وبنفس الوقت وبروح متعالية انطلاقا من الروح العنصرية الشوفينية التي تعتقد أنهم هم الشعب المختار وأن لهم قدسية خاصة تميزهم عن باقي شعوب العالم!

 

الذي دفعني لكتابة هذه السطور ، هو أن صحيفة “شوت”(أخذت هذه التسمية تيمنا بالجريدة الرياضية البريطانية الشهيرة (Shoot) )  أنها رغم حداثة تأسيسها ، إستطاعت تلتحق بركب الجبهات الإعلامية المعادية للعرب ، وأن هذه نقطة ايجابية تحسب لتاريخها الصحفي وسجلها الإعلامي عند دولة الإحتلال الفارسية .

 

 طارق أبوفراس الأحوازي

18.09.2014

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى