أدبيات الجبهة

هروب ايران من واقعها المرير بقلم: احمد ابو اخلاص الاحوازي

الجميع يتابع التغلغل الايراني في المنطقة خاصة بعد سقوط صنعاء عاصمة اليمن بيد الحوثيين ((الذراع الفارسي في اليمن)) والذي تبلور ذلك في تصريحات اكثر من مسؤول فارسي ، ان سقوط صنعاء انتصارا لايران.

مما لا شك فيه ان الدولة الفارسية ((ايران)) تدرك تماما بان للهروب من واقعها المرير عليها الهجوم و خلق البلبلة خارج حدودها ، وذلك لابعاد الانظار مما يحصل في جغرافياتها السياسية.

 

واذا ما راجعنا واقع ايران الداخلي نجدها تواجه العديد من المشاكل ومن اهم هذه المشاكل قضية الشعوب غير فارسية ومطالبها التي سوف لن تنتهي الا بتقسيم ايران الى دول.

 

بالاضافة الى ذلك المشاكل الاقتصادية التي تزيد من الضغوط على الشعوب في جغرافية ايران ومنهم الشعب الفارسي الذي يتحمل الويلات جراء ذلك حيث اصبحت الاسعار تتفاقهم يوما بعد يوم و تضغط على المواطنين ، خاصة هولاء الذين ليس لديهم عمل او يعملون في الاعمال الحرة  ، حيث انها لا تقضي حاجاتهم اليومية.

 

ضف الى ذلك ، الضغوطات الدولية التي تمارسها الدول 5+1 على ايران لاسباب عدة منها مشروعها النووي المثير للجدل و ايضا افتعالها المشاكل في المنطقة و دعمها للارهاب في اكثر من مكان الامر الذي لا تستطيع هذه الدول تقبله.

 

ايران تدرك المخاطر التي تواجهها و تحاول ان تنقل مشاكلها الى خارج الحدود ، على ذلك جندت كل ما تملك من ذخائر مادية و انسانية للتغلغل وخلق الفتن و البلابل في الوطن العربي و حاولت ان تخدع نفسها و شعبها والشعوب غير الفارسية بذلك. كما ان منذ 35 عام حتى يومنا هذا كررت و بشكل مستمر موضوع امريكا و تهديدها لايران و عليها ان تواجه هذا التهديد بكل ما تملك و ان كل ما يحصل في ايران هو نتيجة مؤامرات الولايات المتحدة الامريكية تجاه ايران للضغط عليها و في النهاية تدميرها ، حسب ما روج و يروج له المسؤولين الايرانيين طيلة الفترة السابقة.

 

من خلال متابعتي للاعلام الفارسي و حتى العربي ، خلال الاسابيع القليلة الماضية ، وجدت انهم جعلوا من ايران دولة لا تقهر وهناك من العرب الذين قام بتصديق هذا الاعلام الذي تستغله الدولة الايرانية للتمدد و التغلغل.


الجدير بالذكر ان لدى ايران اكثر من خمسين قناة فضائية ناطقة باللغة العربية واذا ما تسائلنا عن سبب امتلاكها لكل هذه الالة الاعلامية نجد الاجابة في عدة اسباب منها لابعاد الشبهات عنها و تبييض وجهها الذي اصبح اسودا بعد الاجرام الذي ارتكبته في المنطقة العربية و ثانيا لتعطي نفسها هذا الضخم الواسع من القوة ليصدقها المغفلين من العرب البسطاء المشبعين بالطائفية الذين لا يريدون معرفة حقيقة الدولة الفارسية. كما من خلال اعلامها هذا تحاول افتعال المشاكل و البلبلة في الدول العربية لتتغلغل و تحتل هذه البلدان كما فعلت في سورية و العراق و لبنان و الان اليمن و قبلهما الاحواز المحتلة منذ عام 1925.

 

يعلم المتابع لوضع المنطقة علم اليقين ان المتجمع الدولي لا يسمح لاي كان السيطرة على مقدرات المنقطة ويعد هذه المصادر تابعة للمجتمع الدولي باكمله و ليس لجهة خاصة واذا ما حاولت اي دولة التعدي على هذه المصادر فسوف نرى مواجهة بينها و بين المجتمع الدولي لوضع حد لها. وهناك امثلة كثيرة حدثت في التاريخ تؤكد هذا الامر ، منها قضية احتلال الاحواز و سقوطها بيد الدولة الفارسية بعد ما ارادت بريطانيا العظمى انذاك ان تشكل سدا منيعا امام الدب الروسي الذي كان يحاول التقدم تجاه المنطقة وايضا ما حصل للعراق ورئيسه السابق صدام حسين.

 

بعد الامور التي ذكرتها عن قضايا تضغط على الدولة الايرانية ، والتي تجعل منها دولة ضعيفة وهشة ، على الدول العربية بقيادتها و شعوبها ان تعلم بامكانها وضع حد لما تسمى ايران التي استغلت ضعفهم للتغلغل واحتلال حتى اللحظة اربعة عواصم عربية و تعمل على احتلال المزيد من العواصم العربية و لا تخفي ذلك بل انما تتحدث به بشكل صريح على اعلامها.

 

بامكان الدول العربية استغلال ورقة الشعوب غير الفارسية (( الاحواز العربية و كوردستان الشرقية و ازربايجان الجنوبية و تركمنستان و بلوشستان)) حيث كل واحدة من هذه الشعوب تعمل للوصول الى حقها في تقرير مصيرها حتى حصولها على الاستقلال من الاحتلال الايراني و اذا ما عملت اي جهة على ذلك ستجد ان ايران اضعف من ما يتصورها اي شخص و ستنتهي باسرع ما يكون.

 

ان الشعوب غير الفارسية جاهزة لاستلام دورها الريادي في قيادة شعوبها للخلاص من الاحتلال الفارسي و هي الوحيدة القادرة على وضع حد للاطماع الفارسية حيث انها عانت الويلات جراء هذا الاحتلال الذي اجرم بحق شعوبها و لن يتواني عن انهاء وجودها و تفريسها وعلى ذلك انها تبحث عن اي فرصة لتدمير ما تسمى ايران وتاسيس دولها المستقلة.

 

احمد ابو اخلاص الاحوازي

[email protected]

07.10.2014



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى