التقارير

رئيس حركة تحرير الأحواز لـ الوطن : تعرضنا إلى مؤامرة إقليمية ودولية خطيرة في 1925

قال أحمد مولي رئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، إن الأحواز ترزح تحت نيران الاحتلال الفارسي الغاشم، لافتا إلى أن المنطقة تشكل حاليا العمود الفقري لاقتصاد دولة الاحتلال الفارسي. حيث يشكل الغاز الطبيعي 90% والنفط 85% من مجمل الصادرات النفظية الإيرانية.

وأضاف مولي، في حوار مع “الوطن”، أن الوطن الأحوازي تعرض إلى مؤامرة إقليمية ودولية خطيرة في عام 1925م وقع من خلالها تحت احتلال استيطاني جائر، ووضعت قضيتهم ضمن الملفات المعتم عليها سياسيا وإعلاميا، وشاركت الدول التي تقاسمت ثروات الإقليم الطبيعية الهائلة في هذا التعتيم، وإلى نص الحوار..

 

دعني نبدأ بالحديث عن الأحواز تاريخيا، ما هي أهم المراحل التي مر بها الإقليم وارتباطه بالوطن العربي؟

 

ـ تاريخيا يرتبط إقليم الأحواز ارتباطا عضويا بالعراق وبدول الخليج العربي. تأسست في الأحواز حضارة عيلام 3000 عام ق م وحضارة ميسان 200 ق م. خضعت الأحواز للحكم العربي الإسلامي في عهد الدولة الأموية والعباسية. كما إنها وقعت تحت هيمنة الاحتلال المغولي عام 1258م بعد ما أطيح بالدولة العباسية. تأسست في الأحواز بعد ذلك الدولة المشعشعية عام 1436 – 1725م ثم الدولة الكعبية عام 1725 لغاية 1925م، حيث تعرضت الأحواز إلى الغزو الفارسي، والذي أطاح بحكم الشيخ خزعل الكعبي آخر أمراء الدولة الكعبية، ومنذ ذلك الحين لغاية اليوم ترزح الأحواز تحت نيران الاحتلال الفارسي الغاشم.

 

ما أهمية الموقع الجغرافي للأحواز بالنسبة للوطن العربي، المساحة الكاملة، ما هو عدد السكان وانتماءاتهم العقائدية؟

 

ـ يمتد إقليم الأحواز من مضيق خور موج (هرمز) إلى محافظات العراق الجنوبية وتفصله عن بلاد فارس سلسلة جبال زاجرس الوعرة التي تمتد كالجدار الفاصل بين سهول الأحواز وهضبة فارس، مشكّلة بذلك حزاما جغرافيا أمنيا للمشرق العربي، بإعتبار أن الصراع الفارسي مستمر منذ آلاف السنين. أما مساحة الأحواز 375 ألف كم مربع والنسبة السكانية تتجاوز 10 ملايين نسمة. ينتمي الشعب العربي الأحوازي عقائديا إلى الإسلام ويتوزع بين السنة والشيعة وتوجد أقلية تنتمي إلى الديانة الصابئية وجميعهم أخوة في الوطن متعايشين متحابين منذ الاف السنيين.

 

ما أسباب الاحتلال الإيراني للأحواز؟ وكيف يعملون على عزل الإقليم عن الوطن العربي؟

 

ـ الأسباب التي أدت الى احتلال الأحواز عديدة، من أهمها: أولا: الموقع الاستراتيجي الحاضن للضفة الشرقية للخليج العربي التي تتميز بالموانئ التاريخية الهامة. والمياه العذبة والأرض الخصبة التي تغطي بحيرات من النفط والغاز الطبيعي والتي تشكل حاليا العمود الفقري لإقتصاد دولة الاحتلال الفارسي. حيث يشكل الغاز الطبيعي 90% والنفط 85% من مجمل الصادرات النفظية الإيرانية. فإقليم عربي بهذا الحجم من الأهمية بكل تأكيد يشكل تهديداً لمصالح إيران والدول الإستعمارية التي دخلت المنطقة بعد سقوط الدولة العثمانية في بدايات القرن العشرين، لكن اليوم إختلفت المصالح الدولية وأصبحت إيران لا تشكل تلك الأهمية للدول الكبرى.

 

ثانيا: التطلعات القومية للشيخ خزعل الكعبي أمير الأحواز كانت تتعارض مع المشروع الاستعماري إذ دعم ثورة العشرين في العراق بالمال والسلاح ضد البريطانيين وعقد أكثر من مؤتمر لتأسيس اتحاد عربي في المنطقة ضد النفوذ الأجنبي مثل مؤتمر الكويت 1916م ومؤتمر المحمرة عام 1922م، أما السبب الثالث هو انتصار الثورة البلشفية في روسيا ووصول الشيوعيين إلى الحكم، الأمر الذي غير المعادلات السياسية في المنطقة وجعل الغرب يفكر بخلق حزام قوي يمنع وصول الروس إلى المياه الدافئة. ولهذا السبب دعم الغرب الدولة الفارسية لكي تهيمن على شعوب المنطقة ووقعت الأحواز ضحية للأطماع الفارسية وبمؤامرة استعمارية واضحة المعالم.

 

العمل الثوري الأحوازي على الأرض متى وكيف بدأ وما هي أبرز النقاط الهامة التي مر بها؟ وأين وصل الآن؟

 

ـ بدأت مقاومة شعبنا ضد المحتل الفارسي منذ الأشهر الأولى للاحتلال بقيادة الشهيدين سلطان وشلش قادة الجيش الخزعلي اللذين قادا أول ثورة أحوازية ضد الاحتلال، تحررت عبرها مدينة المحمرة ومناطق أخرى، لكن قضي على ثورتهما بنيران البحرية والطيران البريطاني وهكذا استمرت ثورات شعبنا حتى تجاوزت الخمسة عشر ثورة، توجت في عام 2005م بالانتفاضة النيسانية التي شملت كل المدن الأحوازية معلنة بذلك إصرار شعبنا على الاستمرار بالثورة حتى التحرير.

 

وتشكلت أثناء مسيرة نضال شعبنا فصائل وطنية عديدة أخذت على عاتقها مقاومة المحتل حتى يومنا هذا.

 

القضية العربية الأحوازية شبه غائبة عن الساحة العربية والدولية، لو سألت مواطنا عربيا في مصر أو المغرب على سبيل المثال لوجدت أنه لا يملك معلومات كافية عنها، ما هي أسباب ضياع القضية الأحوازية؟

 

ـ تعرض الوطن الأحوازي إلى مؤامرة إقليمية ودولية خطيرة في عام 1925م ووقع من خلالها تحت احتلال استيطاني جائر. ووضعت قضيتنا ضمن الملفات المعتم عليها سياسيا وإعلاميا وشاركت الدول التي تقاسمت ثرواتنا الطبيعية الهائلة بهذا الظلم الكبير وبالرغم من التضحيات الجسام التي قدمها شعبنا المقاوم، لكن بقيت قضيتنا بعيدة من الأنظار. إلا أن اليوم وبفضل الجهود الجبارة التي تبذلها فصائل الثورة الأحوازية ومقاومتنا الوطنية الباسلة في الداخل والخارج استطعنا تجاوز الكثير من العقبات واصبحت قضيتنا محط اهتمام إقليمي ودولي، كما إن المصالح التي جمعت الدول التي تآمرت على الأحواز انتفت اليوم.

 

إيران تتوسع في المنطقة العربية وتسيطر على أربع عواصم عربية: دمشق وبيروت وبغداد وصنعاء، في المقابل هنالك صمت عربي ومنذ عدة عقود، هل تعتقد ان الموقف العربي الرادع قد تأخر؟ وهل هناك دعوة أحوازية لاستثمار عاصفة الحزم في دعم الشعب الأحوازي؟

 

ـ اسمح لي أن أصحح السؤال، فإيران لا تحتل أربعة عواصم فقط بل هي تحتل خمسة عواصم إذا ما أضفنا الأحواز إلى تلك العواصم. وبالعودة إلى الإجابة عن سؤالك، فقد أصبح واضحا اليوم، أن لدى إيران مشروعا توسعيا في المنطقة العربية يستند الى مطالب تاريخية باطلة يتشبث بها الفرس زورا وبهتانا تتعلق بإعادة الأمبراطورية الفارسية. ومن غير المعقول أن يأمن العرب شر الفرس، وهم أي الفرس يتعاملون معنا من منطلق التوسع على حساب بلداننا. لذلك لا يمكن أن نعيد فارس إلى مكانتها الطبيعية، خلف جبال زاجروس، ونحن لم نتبن مشروعا عربيا حقيقيا يأخذ على عاتقه استعادة الحق العربي المغتصب في الأحواز والمناطق العربية المحتلة الأخرى، لذا نعتقد أن عاصفة الحزم هي خطوة مباركة باتجاه هذا المشروع. ندعو جميع العرب الوقوف بجانبها لكي تكون المنطلق الصلب المضاد لأي عدوان إيراني يحاول المساس بأمننا القومي العربي.

 

ما دور حركة النضال العربي لتحرير الأحواز في إلقاء الضوء على القضية الأحوازية؟

 

ـ حركة النضال هي فصيل من فصائل الثورة الأحوازية، وقد تبنت العمل المقاوم منذ إنطلاقتها في 13/06/2005م بعد ما استهدفت فيها وزارات ومؤسسات الاحتلال الأمنية والعسكرية والاقتصادية، عبر جناحها العسكري كتائب الشهيد محيي الدين آل ناصر، وهي مستمرة لغاية اليوم بمقاومتها للاحتلال. كما استطاعت الحركة منذ تواجدها في خارج الوطن عام 2007م أن توسع من عملها السياسي والإعلامي على الساحتين العربية والأجنبية. فعلى الصعيد العربي كانت لنا زيارات عديدة للدول العربية، استطعنا من خلالها أن نحقق أهدافا سياسة وإعلامية مهمة وأصبحت فعالياتنا التنظيمية ومناسباتنا الوطنية لا تخلو من الحضور العربي والدليل على هذا الموضوع هو الحضور المميز للوزراء والسفراء والبرلمانيين العرب في مؤتمرات الحركة.

 

وأما على الصعيد الأجنبي، استطعنا أن نحقق أهدافا سياسية وحقوقية هامة خاصة بعد ما استطعنا أن ندخل العديد من المؤسسات السياسية والحقوقية، والمستقبل القريب سيشهد لنا حراكا وتطورا لافتاً بإذن الله جنبا الى جنب التنظيمات الوطنية الأحوازية. ولله الحمد استطعنا أن نجتاز الكثير من العوائق وها نحن اليوم نستطيع أن نغطي إعلاميا وإلى حد معقول الأحداث التي تقع في الأحواز.

 

هل هناك دعم سياسي عربي للقضية الأحوازية؟ وما هو موقف المملكة العربية السعودية والدول الخليجية والعربية من القضية إضافة للموقف الدولي تجاهها؟

 

ـ لا يوجد أي دعم عربي لقضيتنا باستثناء الدعم الإعلامي الذي حضيت به مؤخرا قضيتنا من قبل الإعلام الخليجي وعلى رأسه الإعلام السعودي وأيضا الإعلام المصري الذي فتح علينا في الآونة الأخيرة نافذة جريئة. أما بالنسبة للموقف الرسمي السعودي فلا يختلف عن باقي الدول العربية، حيث كل الأبواب الرسمية مغلقة إلى الآن أمام قضيتنا العربية العادلة.

 

هناك قلق كبير لدى الشعب الأحوازي والمنظمات المدنية من مشكلة تلوث البيئة بالإقليم، ما الذي يحدث بيئيا للأحواز؟

 

ـ شعبنا الأحوازي يتعرض اليوم إلى سياسات إجرامية خطيرة تصل لدرجة التطهير العرقي، فسياسة الاستيطان والتهجير القسري وسلب الأراضي من المزارع العربي وسياسة تجفيف الأنهر الأحوازية، تُعتبر من السياسات الخطيرة التي جلبت إلى شعبنا الفقر والبطالة والإدمان وشيوع الأمراض. لذلك إن التلوث البيئي الناتج عن تجفيف الأهوار والأنهار الأحوازية يأتي في سياق هذه السياسات الإجرامية التي تستهدف الهوية والوجود العربي في الأحواز.

 

عقدتم في مدينة لاهاي الهولندية مؤتمركم السياسي الثالث في 21 نوفمبر 2015 ما الذي يميز هذا المؤتمر من مؤتمراتكم السابقة؟

 

ـ ما يميز المؤتمر السياسي الثالث الذي عقد في مدينة لاهاي تحت عنوان “القضية الأحوازية والتحديات الداخلية والخارجية” من المؤتمرات السابقة، هو الحضور النوعي لجميع الفصائل الوطنية الأحوازية التي اتفقت في حضورها هذا على تشكيل لجنة وطنية سميت لاحقا بلجنة “التشاور والتنسيق للقوى الوطنية الأحوازية” والتي أخذت على عاتقها مهمة التشاور والتنسيق حول العمل الوطني لتوحيد الموقف والكلمة الأحوازية. فهذا اللقاء الوطني الوحدوي هو الأول من نوعه بعد تسعة عقود من عمر الإحتلال الفارسي للأحواز ما يضيف أهميّة كبيرة للمؤتمر.

 

ماهي مطالب الشعب العربي الأحوازي وتوقعاته من الدول العربية؟

 

ـ أبرز مطالب الشعب العربي الأحوازي من أشقائه العرب هو دعم القضية الأحوازية على كافة الأصعدة السياسية، الإعلامية والإقتصادية. كما يأمل الشعب العربي الأحوازي أن يستغل العرب الوقت والظروف الراهنة لدعم القضية الأحوازية حتى يتكفل الأحوازيين بردع المحتل الفارسي وتحرير أرضهم، فقطر الأحواز، أرضا وشعبا وتاريخا وحضارة ينتمي إلى الوطن العربي، ولم يعتبر نفسه يوما من الأيام خارج المنظومة العربية. وعلى ضوء ما تقدم يتفاعل شعبنا مع كافة الأحداث في الوطن العربي سلبا وإيجابا، وعندما انطلقت عاصفة الحزم تفاعلت معها كل شرائح شعبنا وعلى رأسها مقاومتنا الوطنية الأحوازية التي بادرت بتوجيه ضربات موجعة بين وقت وآخر لمراكز العدو الفارسي في الأحواز وهي مستمرة بذلك إلى اليوم.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى