التقارير

الألكسو ترد على إيران واليونسكو : ابن سينا لا ينتسب لحضارة الفرس

محيط – شيماء عيسى

استنكرت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) ما جاء منشورًا في الوثائق المتعلقة بجائزة ابن سينا في أخلاقيات العلوم التابعة لمنظمة اليونسكو والممولة من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي نسبت الشيخ الرئيس أبو علي بن سيــنا (ت. 427 هـ) إلى الحضارة الفارسية.

وأعربت المنظمة في بيان لها عن دهشتها من قبــــول اليونسكـــــو لمثــــــل هذه الافتـــــراءات الواهيــــة، فابن سينا لم يكن فارسيًا، ولم تكن ثمة دولة فارسية في ذلك الوقت؛ إذ تلاشت هذه الدولة بعد الفتح العربي الإسلامي، وذابت في نسيج الحضارة العربية.

 

وأضاف بيان الألكسو :” ابن سينا صاحب (القانون في الطب) و(الإشارات والتنبيهات) و(الشفاء) و(النجاة) وغيرها من أمهات المؤلفات العربية الفذة، ينتمي لحضارة عربية إسلامية كانت في أوج تألقها الحضاري والمعرفي في ذلك الزمان، وقد كانت أرض فارس، وهي المنطقة التي وُلـــد فيها ابن سينا في ذلك الوقت، عربية إسلامية بامتياز.

 

وأكد البيان على أن الادعاء بفارسية ابن سينا يحمل بين طياته من الوهن والشطح ومخالفة الحقيقة ما يجعلنا نقبل القول، مثلاً، بفرعونية ابن رضوان المصري، أو إسبانية ابن حزم، أو إسرائيلية ابن كمونة! وإن كان الأمر كذلك، فإن البخاري ومسلم والطبري والغزالي هم من الفرس أيضا! لقد كان كل هؤلاء علماء ومفكرين ينتمون للحضارة العربية التي استطاعت أن تصهر كل هذه العرقيات والعقائد في بوتقة واحدة أثمرت فكرًا عربـــيًا ناضجًا منفتـــــحًا، نهل منه العالم الغـــــــربي فيما بعد، وكان سبـــبًا من أسباب نهوضه وتقدمه.

 

ودعت الألكسو منظمة اليونسكو إلى مراجعة هذه الوثائق، وعدم الامتثال إلى تلك المحاولات الواهية الناضحة بالشعبوية والتعصب، والساعية إلى سلب الحضارة العربية إسهامها التاريخي في إثراء وتقدم التراث الإنساني والعالمي.

 

ابن سينا هو أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، عالم وطبيب مسلم من بخارى، اشتهر بالطب والفلسفة واشتغل بهما. ولد في قرية أفشنة بالقرب من بخارى (في أوزبكستان حالياً) من أب من مدينة بلخ (في أفغانستان حالياً) وأم قروية. ولد سنة 370 هـ (980م) وتوفي في مدينة همدان (في إيران حاليا) سنة 427 هـ (1037م).

 

عُرف باسم الشيخ الرئيس وسماه الغربيون بأمير الأطباء وأبو الطب الحديث في العصور الوسطى. وقد ألّف 200 كتابا في مواضيع مختلفة، العديد منها يركّز على الفلسفة والطب. ويعد ابن سينا من أول من كتب عن الطبّ في العالم ولقد اتبع نهج أو أسلوب أبقراط وجالينوس. وأشهر أعماله كتاب القانون في الطب الذي ظل لسبعة قرون متوالية المرجع الرئيسي في علم الطب، وبقي كتابه (القانون في الطب) العمدة في تعليم هذا الفنِّ حتى أواسط القرن السابع عشر في جامعات أوربا ويُعد ابن سينا أوَّل من وصف التهاب السَّحايا الأوَّليِّ وصفًا صحيحًا، ووصف أسباب اليرقان، ووصف أعراض حصى المثانة، وانتبه إلى أثر المعالجة النفسانية في الشفاء . وكتاب الشفاء.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى