مقالات

بين الصليب والمأذن اشلاء ارواح بقلم: شذى جريسات

كنت صغيره في اول زياره لي لبغداد حيث لم يتجاوز عمري ٩ سنوات عندما رافقت والدي وكانت البيوت العراقيه مليئه بالمواد الغذائيه بسبب الحرب العراقية الايرانية

 وما كنت اعلم هل هم مسلمون ام مسيحيون كل ما اتذكره انهم يلبسون عبائه سوداء تغطي الراس وامي قد جربتها

 وعندما كبرت قمت بزياره بغداد برفقه والدتي وصديقه لي وكان الحصار الامريكي على بغداد ولم اشعر بذلك الحصار فكنت كلما طلبت شيئا وجدته في الاسواق وكنت اسير في شوارع بغداد وانا مطمئنه البال اتردد من بيت صديق والدي الى بيت صديقتي وما شعرت يوما باني اسكن في بيت مسلم شيعي ولا في بيت مسيحي كلداني كنت اشعر باني اسكن في بيت عربي عراقي يحمل من الكرم ما قد يشعر حاتم الطائي بالخجل

 وفي ذات الفتره كان والدي من عاشقين سوريا شام الياسمين فكنا منذ صغرنا نتردد عليها في كل سنه اكثر من ست او سبع مرات في الوضع الطبيعي واحيانا كل شهر مرتين

 وكان والدي يتنقل بنا بين بيوت الشام ولم اسمع عن الطائفيه كنت اسكن في بيت علوي واتناول غذائي في بيت تبعيه ايراني واذهب للعشاء في بيت مسلم سني واتناول قهوتي في بيت مسيحي كاثوليكي

 واتردد على محلات اليهود والارمن ولم اكن اتوقع ان ياتي يوم ارى العلوي يقتل السني والسني يهشم المسيحي لم اتوقع ان تلوث ياسمين الشام بدماء العابثين ولم اتخيل ان تسكن الوحوش ارض بغداد

 كنت اتوقع ان نكبه العرب هي فلسطين لاكتشف الف فلسطين في بلادنا

 القدس جريحه وتنزف دماء وعيونها تبكي حال العراق وسوريا واليمن

 القدس تغتصب كل يوم وفي صرخاته اين انتي يا احواز

 القدس تنادي عروبتكم من كنائسها وفي قبه صخرتها تستنجد بكم

 هل افاقتكم صرخاتها لتدركوا ما انتم فاعلون بعذراء عروبتكم

 الاحواز تنتفض لعلكم تسمعون صرخاتها شعب قبع تحت الاضطهاد والظلم ٩٠ عاما يناشدكم بالله ان تنفضوا غبار ضمائركم

 القدس تتوسل لكم يا بلاد العرب استفيقوا ماعدنا نتحمل جرحات جديده

 

شهر الخير دق الابواب هل يبث فيكم الدعاء لاطفال الاحواز العطشا ام لامهات فلسطين الثكلى

 

من بين صلوات ابانا في السموات الى حي على الصلاه من بين صليب كنيستنا الى مأذن جوامعكم نرفع صلواتنا لرفع الظلم عن شعب فلسطين وشعب الاحواز ونصلي لليمن والعراق ولنشتم ياسمين الشام

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى