مقالات

الاحتلال الايراني و اللعب على وتر المتناقضات بقلم : ابو رائد الاحوازي

بسم الله الرحمن الرحيم

1.      وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ

2.      يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ

3.      فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ

4.      وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ

5.      أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ

هذه الايات من سورة البقرة تشير الي طبيعة الاحتلال  والمحتل الذين يفسدون في الارض و يقولون نحن مصلحون. لو انتبهنا جيدا نري ان هناك قوات الاحتلال المتواجدة في الجزيرة العربية كلهم ينادون باصلاح الامور و تطهيرها من الفساد و ليس لهم غاية اخري الا استعمارها و تطويرها ولكن ما انتجوه ثبت عكس ذلك بل هم الذين فسدوا فيها و سفكوا الدماء عليها.

نري الامريكان بمساعدة الفرس قاموا بغزو العراق و تدميره و شعارهم هو الاصلاح و الديمقراطية و هل يا تري راى العراق الاصلاح  لا وبلعكس راى الفساد و الدمار و من قبل ذلك بعقود احتل ايران الاحواز العربية و هل يا ترى راي الاحواز ، الاصلاح؟  لا بل عكس ذلك الاحواز كل يوم يرى الاضطهاد و الحرمان و الفساد مخيم عليه.  هم ( المحتل ) المفسدون في الارض ولكن لا يشعرون و فوق ذلك يريدوا ان يمتدوا في طغيانهم : اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ # أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ ( البقرة 15و 16).

ان نظام ايران المبني على تخريب و الانتقام من العروبة و الاسلام العربي المبين هو نموذجا” للفساد في الارض. هو الذي يختبئ وراء شعار العدالة و الحرب ضد الهيمنة الامريكية و اليهودية. لو ينتبه الانسان العربي بحذاقة يرى ايادي الفساد نابعة من ايران و الشياطين معشعشين في قصور ايران و  سياستها. نرى اتحاد ايران مع الصهاينة ابتدى علنا” عندما اطلق الصهاينة شعارهم من النيل الى الفرات و تلقاهم او اكمل دائرة الاحتلال و الفساد عندما اطلقت ايران شعارها من كربلاء الي القدس حتي تتشابك ايادي الصهاينه و الفرس  بعد احتلال الاراضي العربية و هم يتظاهرون بالعداوة !!!! ومن الذي قد خسر الصراع بينهم ؟ لو ننتبه لا احد منهم انما الامة العربية. فاين اصلاح الفرس و شعاراتهم الرنانة للعدالة و الدفاع عن مظلومين العالم ؟ الصهاينة تقتل و تدمر و تسحق بكل طاقتها كل من العرب و ثقافة و تاريخ و حضارة دون رحمة و دون اختفاء وراء الاسلام او شعار العدالة و الكل راضي له لانه يقتل العرب و عدو للاسلام العربي المبين و القران الكريم و من جهة اخرى ظهر ايران ينادي بالاسلام الصحيح  الا و هو المذهب الصفوي بغطاء شيعي و امريكا من جانب اخر تدعي بالديمقراطية و المساواة في الاراضي العربية  والكل يريدون الخير للعرب !!!! و اصلاحهم !!!!! ولكن العرب لم يروا الا الفساد و احتلال اراضيهم.

وهل راى الانسان العربي يوما تصادم تلك الخصوم و اقصد ايران ضد الصهاينه و حاميتها امريكا ؟لا و الله و لا راى الانسان العربي يوما هذا العداء الا بالشعار و اغفال العقول النائمة. جاء الخميني بشعار  لابد من محو اسرائيل من خارطة العالم و هذا الشعار اعطت الصهاينة فرصتين الاولى دعم دولي ليدافع عن هويته و يسحق و يدمر و يحتل اكثر من الاراضي العربية بحساب الدفاع عن النفس لان الخميني اظهر ولاءه للاسلام و العرب هم حاملين رسالة الاسلام والفرصة الذهبية الثانية اطلق  الخميني على الصهاينة اسم اسرائيل و الذي لم يعرف الصهاينة بهذا الاسم من قبل و لم يطلق العرب و المجاميع اسم اسرائيل ابدا ولكن الخميني اعطى مشروعية لهذا الاسم حتي ثبت و عرفت الصهاينة باسم اسرائيل و هل توجد اعظم خدمة من الخميني الى اسرائيل بعد؟  و اذا كان الخميني متحمس بمحو اسرائيل لماذا ظهر عداوته علي العرب و قام  بحرب على العراق لمدة ثمانية سنوات و لم يضرب اسرائيل  قط؟

لماذا لم يمانع ايران بضرب العراق من قبل امريكا بل و تعاون معهم حتي احتل العراق و هتك حرمة الاسلام و قصفت كل مدن العراق التي تحتضن الانبياء و اولياء الله و احمدي نجاد يزور العراق بحماية كاملة امريكية صهيونية يظهر في شاشات التلفزة يقول و يكرر كلام الخميني ان لابد من محو اسرائيل ليعطي الصهاينة اكثر وجهة و اعتبار و دعم دولي ليقتل الابرياء في فلسطين و غزة و لبنان و يبرر عمله الاجرامي بانه يدافع عن نفسه لانه مهدد من قبل ايران !!!!! و من العرب .

الا انهم هم المفسدون و لكن لا يشعرون .

فنحن الاحوازيون لابد من ان نستوعب الامر اكثر دقة و ان ننتبه على انفسنا من الضياع و ان لا نغرق بشعارات ليس لها اي اثر علي اعلاء كرامتنا بل لها التاثير المباشر علي ضياع هويتنا و ادامة احتلال اراضينا. علينا ان نستوعب الامور و نميز الشعار من العمل و ان نتعرف على من هو المفسد ومن هو المصلح.

لهذا لابد ان نتخذ الخطوات التالية :

الاولي : ان نتمسك بما هو الافضل و الذي يقودنا الى ما هو الاجمل و يصنع منا من كائن ميت متحرك الى كائن حي يملك صفات الامراء و الملوك  الا و هو التمسك بالوطنية والمعرفة الكاملة لها. ففي  الوطنية يقوم الانسان الوطني بالدفاع عن ارضه و كرامته و لسانه و ثقافته  حتى الحفاظ علي البيئة و النظافة و العلم و كل ما يملك الوطن، حتي نخلق من انفسنا و من بيئتنا وطننا خالي من كل التخلفات و التعصب  الا عقلاني و غيرهما التي منافية للوطنية و الانسانية.

ثانيا” في الوعي و الادراك : ان نكون حذرين من كل دسائس الاحتلال ومخططاته لمحو هويتنا العربية و ان نكون كثير الاسئلة :

 

    لماذا سعى و يسعى الاحتلال ببناء المستوطنات  للفرس و لم يقبل باسكان العرب ؟
    لماذا سعى و يسعى الاحتلال بهدم كل الاثار العربية من الحضارة العيلامية حتي الخزعلية ؟
    لماذا سعى و يسعى الاحتلال بتغيير كل اسماء العربية من القرى حتي المدن و امتدت هذه السياسة حتى بمنع تسمية اطفالنا تسمية عربية؟
    لماذا سعى و يسعى بتخريب اللغة العربية و مهاجمتها  في الاحواز  و يحتقر الانسان العربي الاحوازي حينما يتكلم اللغة العربية ؟
    لماذا الاهتمام بالمناطق التي يسكنوها الفرس اكثر من المناطق السكنية العربية؟ و لماذا ترتفع الاسعار للبيوت الفارسية و تهبط في المقابل عند المناطق العربية؟
    لماذا البطالة و الادمان اكثر شيوعا” عند عرب الاحواز ؟
    لماذا عرب الاحواز اكثر فقرا” و اضطهادا”؟
    لماذا عدم الاهتمام بالمناسبات و الاعياد الاسلامية لا وبل مهاجمتها و يمنع من احياءها؟
    لماذا و لماذا و لماذا ؟ لابد ان نسئل و نبحث عن الاجابة المناسبة.

ثالثا”: في الاتحاد و رص الصفوف : وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ.(الانفال  60) ان نكون يدا” واحدة و دائما” نكرر في اذاهننا هذه القاعدة ؛ ان في صراع بين ابناء الوطن لا يوجد هناك منتصر و في النهاية الكل يتجرعون مرارة الهزيمة.

وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ( ال عمران 103)

رابعا” ان نتسلح بالعلم و المعرفة و نكسر كل حواجز التعتيم و الحرمان. نجهد بالتقدم بمعرفة العلوم السماوية و القران امامهم و ان نتسلح بتكنولوجية الزمان و لا نسمح ان يطلق علينا القوم الضالون.

خامسا”ان نكون عرب بمعنى الكلمة العربية التي اطلق الله سبحانه و تعالى على كلامه ، قرآنا” عربيا” و على حكمه ، حكما” عربيا” وانتخب هذا اللسان ليكلم اهل الجنة به . ان نكون ربانيين متميزيين لان الله مولانا و لا مولا لهم.

سادسا” ان يكون الاسلام ديننا خالي من الرافد و الفروع ، خالي من المذاهب و الاوهام . ان يكون اسلامنا اسلام قراني ،محمديا” و عربي

سابعا” ان نكون مناضلين بمعني كلمة النضال :

 

    نجاهد باموالنا و انفسنا : الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ(التوبة 20)

1.      اذا هاجرنا عن ديارنا : وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (الانفال47)

 

    ان نؤمن : قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ(التوبة51)
    ان لا نتكاسل  و ان نعجز من استمرار النضال: لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا(النساء 95)
    ان يكون مصلحة الوطن هي فوق كل المصالح و هذا ما امرنا الله سبحانه و تعالي و نبي الرحمة محمد صلوات الله عليه. وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ(الانفال 28) وان نتابع النضال  حتي اذ يكون كره لنا : كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (البقرة216)
    ان نبني اسسنا و منظماتنا على علم ، تقودها قيادة حكيمة بعيدة” عن كل التعصب الجاهلي و لن يسمح المناضل الاصيل ذوي النخوة و الشهامة ان ينحرف مصير النضال لمصالح شخصية او تصب بمصلحة المختل . أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (التوبة109)

واخيرا” ان نتذكر و نذكر انفسنا قبل الخلود الى النوم و في صحوتنا في الصباح ان كنا في الداخل و نكافح وجه لوجه وان كنا في الخارج و نكافح بالقلم و الاعلام و تشعيل الثورة الفكرية النضالية, ان لدينا وطن محتل وان لدينا شعب مضطهد و ان لدينا  ثقافة في خطر و ان لدينا دين  مهاجم عليه و ان لدينا امهات مكسورات القلوب يبكين علي دماء ابناءهن الشهداء و ان اطفال يأملون رجوع اباء و امهاتهم من السجون و الاسر  وان نتذكر ما هو واجبنا و لا ننسي ابدا ان نعلم اطفالنا ما هو النضال وما هو الوطن و ما هي الانسانية التي نكافح من اجلها.

 

ابو رائد الاحوازي

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى