عن جد !!!! يوسف يعقوب الأحوازيمقالات

من انا؟ بقلم: يوسف يعقوب الاحوازي

 

خلف ابوحالن…

كنت غارقا في كلام الشاعر الذي کان يعزف على الربابة بصوت خافت ينبع من حزن وشجن وکان اللحن یذکرنی بما انا فیه من وله وحیرة فی معرفة ذاتی والى ماذا انتمی. ثم انتهت الاشعار الحماسية و جاء دور الغزل وكانت الادوار تتلقف من فاه الى فاه بين الشعراء وكان الامير خزعل اذا اعتجب ببعض الاشعار واستحسنها يأمر بكسوة خاصة للشاعر علاوة على الصلة المعهودة للشعراء!

كان الامير وسيما للغاية وكان الجلساء اطرافه هم مشايخ عرب الاحواز و وجوههم كأمثال الشيخ غضبان البنيه شيخ مشايخ بني لام والشيخ سبهان الطائي شيخ مشايخ بني طرف والشيخ ميرعبدالله من مشايخ الاماره في شرق الاحواز وكان ايضا من قادة الجيش الخزعلي المعروفين خلف ابوحالن يجلس على مقربة منه وكان ” شلش ” رئيس الحرس الاميري يقف خلف الامير!

كنت انظر الى الامير خزعل بأعجاب لأنه كان وسيما للغاية و وجدته كما كتب عنه عبد المسيح الانطاكي في كتابه المعروف ” الدرر الحسان في امارة عربستان”(29-30)

” بشوش الثغر, طلق المحيا, ذو نظر جذاب, فصيح اللهجة, وديع يؤانس ضيوفه, شريف العواطف ذو سماحة وطلاقة, حليم عند القدرة, شفوق على اللائذين, تقي ورع, مسلم صادق بدينه يصلي الأوقات الخمسة, بطل باسل عند اشتباك الحروب”.

كان ذاك اليوم يوم شعر و ادب و سمر فجاء فريق من اللهاة ايضا لكي يقدموا حركات بهلوانية ويلطفوا الاجواء اكثر وكان الجمع مستأنسا للغاية في حضرة الشيخ حتى منتصف الليل ثم تفرق الجمع وذهب كل الوجهاء الى فساطيطهم المريحة في اطراف الفيلية والتي تضم دار الامارة ومقر الحكومة الاحوازية في المحمرة على ضفاف شط العرب.

تفرق الجمع و بقى الشيخ وحده مع شلش وخلف ابوحالن وكان بينهما حوار خاص كلما اردت ان اعرف ماهو خيبني همسهم وتكلمهم بالالغاز! كان خلف ابوحالن يخاطب الشيخ وفي عينيه علامات الغلق وكان الشيخ يتكلم معه بأبتسامة و كأنما يريد ان يهدئ من روعه ويذكره بأن الامر لا يستوجب الغلق لهذا الحد فدنوت منهم لكي اسمع مايدور بينهما من حوار فادركت من كلامهم ان الجيش الفارسي بقيادة رضا بهلوي تحرك من طهران واصفهان وشيراز نحو الاحواز وان الاخبار الواردة من حلفاء الاحوازيين اللر في منطقة ” بشتكوه ” خلف جبال زاجرس توحي بأن طيران الجيش الفارسي قد بداء قصف عشائر اللر المتواجدة في بشتكوه والبختياري لكسرعزيمة المرابطين في ” خرماوه ” و ” زيدون ” لكي يعلنوا ولائهم للدولة الفارسية ولكن لا اعرف ماذا كان يدور في خلد الشيخ الذي يجعله مبتسما و كأنما شئ لم يحصل!

كان خلف ابوحالن متحمسا للغاية و كان يتكلم عن استعداد الجيش الخزعلي المتمركز في السوس والتميميمة و رامز للتدخل ومساندة الالوار اذا اقتضى الامر وكان الامير خزعل يطمئنه انه على تواصل مع حلفائنا اللر بقيادة “حيدر خان والي بشتكوه”  و ” سردار اسعد ” وان العشائر في لرستان و بشتكوه سوف يقفون في وجه تعديات رضا بهلوي و سوف يجبرونه على الانسحاب….

يتبع

يوسف يعقوب الاحوازي

 27/11/2016

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى