عن جد !!!! يوسف يعقوب الأحوازيمقالات

عن جد!!!!!!!!! (من انا): استشهاد ميرعبدالله بقلم: يوسف يعقوب الاحوازي

كانت الامور ضبابية تماما بالنسبة لي و لا اعرف ماذا يجري في المستور في اذهان الشيخ خزعل و كيف يريد ان يتخلص من هذه المؤامرة التي تحاك لأمارة الاحواز! كان الانجليز يلعبون على الحبلين بأتقان و كانوا يمنونه و يطمئنونه بأن الامور بخير و ان استعراض رضا خان في لرستان و جيشه على مشارف الاحواز لا يشكل خطورة على استقلالية الاحواز ولكن الامير خزعل يعرف ان ثمة شئ مريب في الامر وكان يتسائل من اين اتى لرضا خان هذه الفكرة ان يرسل جيشه الى الاحواز و هو لا زال يعاني من مشاكل كثيرة مع اللر و البختياريين و القشقائيين و البهمئيين الذين يرفضون الانضمام الى حكومة رضا خان و ان مناطقهم لم تزل تحت سيطرتهم و هم يقاومون بشراسة في الجبال رغم قصف الطيران و المدفعية الثقيلة المهداة من الجيش الانجليزي لرضا شاه!؟

كان الامر جليا ان كل الخوانين و الطوائف الاخرى التي ذكرناها مدعومة من الشيخ خزعل بالمال والسلاح و ان زعمائهم جميعا كانوا يكنون الصداقة و الولاء للشيخ خزعل خاصة البختياريين و كان بينهم و بين الشيخ اواصر اخوة وصلت الى المصاهرة و لذلك كانوا اوفياء للامير خزعل و قاوموا الجيش الفارسي ببسالة و كانوا يعتلون الجبال الشاهقة و ينقضون على ارتال جيش رضا خان ويقتلونهم و يغتنمون اسلحتهم و لم يستسلموا لأن نوعا ما كان امير المحمرة الذي عرف بالكرم و الشجاعة و التدبير زعيمهم الروحي! و كان رضا خان والانجليز يعلمون ان مادام الشيخ خزعل موجود لم يستطع اي حاكم فارسي ان يحكم جبال زاجرس لسبب ولائهم للامير خزعل و ” حلف السعادة ” الذي انشأه الامير خزعل فيما بينهم و لذلك عرف رضا خان بأن عليه ان يسوي المشكلة من الاساس و يهاجم القلب بدلا من الاطراف و الهرولة خلف اللر و البختياريين في الجبال! كان الامر مدبرا من الانجليز سلفا و كانوا بعلم من ساعة الهجوم و اعطي الضوء الاخضر لرضا خان ان يهجم على الجيش الاحوازي المتواجد في منطقة ” زيدون ” في اطراف التميمية وعلى ضفاف نهر الزهرة و في الايام الاولى من شهر ربيع الثاني عام 1342 المصادف شهر دسامبر سنة 1924 بداء الهجوم الفارسي البغيض على ارض الاحواز.

كان في الجانب الغربي الجيش الخزعلي متربصا لهم و بقيادة “مير عبدالله الاميري” و كانوا يمتلكون بنادق و رشاشات ويلبسون اللباس العربي و هم غالبا ما من ابناء العشائر العربية وغير مدربين للحروب التقليدية ولكن الجيش الفارسي كان مدربا و مجهزا تماما من الانجليز و يحظى برشاشات ثقيلة و مدفعية ناهيك عن الدعم من قبل الطيران الحربي و يتمترس في الجانب الشرقي من النهر.

كان الامر غير متكافئا تماما من حيث العدة فبدائت المعركة بقصف عنيف للمدفعية الفارسية والتي دمرت معظم التحصنات الاحوازية و استشهد الكثير من ابناء الاحواز و من ثم تقدم الجيش الفارسي لعبور النهر ولكن واجهتهم نيران الاسلحة التابعة للجيش الخزعلي و قتلت العديد منهم و اجبرتهم على التراجع فتدخلت المدفعية مرة ثانية و قصفت الضفة الغربية للنهر بعنف و حاول الفرس اجتياح النهر مرة ثانية ولكن الاحوازيون البواسل امطروهم بوابل من النيران و اجبروهم على الفرار مجددا و استمر امر القتال هكذا 12 يوما بين كر و فر و لم يستطع الجيش الفارسي من عبور النهر الا بعد تدخل الطيران الحربي و المدفعية الثقيلة معا و استشهاد القائد الاحوازي مير عبدالله الاميري الذي كان يتنقل كالهزبر بين السواتر الامامية ببسالة لا يخشى من الرصاص و المدفعية و يحث المقاتلين على الصمود.

كانت معركة زيدون هي ام المعارك بالنسبة للأحوازيين حيث رمى بثقله الجيش الفارسي الذي تحرك من اصفهان وشيراز على منطقة التميمية و على الجيش العربي الاحوازي المتواجد في منطقة زيدون ولكن لم يستطع حسم المعركة لسبب الدفاع المستميت الذي ابداه الاحوازيون الا بعد اسبوعين من بدء القتال رغم ان الاعداء كانوا يمتلكون جميع الاسلحة المتطورة انذاك و كانوا يحضون ايضا بالطيران الحربي ولكن تفاني و صمود المقاتلين الاحوازيين منعهم من تحقيق النصر الا بعد استشهاد مئات المقاتلين و جرح الالاف منهم و لمن يريد ان يقرئ تأريخ الاحواز لابد ان يعرف ان الجيش الاحوازي كان متواجدا و دافع عن ارض الاحواز بشراسة و قاتل ضد الاعداء و كبد الجيش الفارسي خسائر فادحة و لم تسقط امارة الاحواز بليلة و ضحاها او بلا معارك حسب ما يعتقد البعض!!!

يتبع…
يوسف يعقوب الاحوازي
04/06/2017

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى