مقالات

عبدالرحيم آغا يكتب : إيران تعترف بقتل آخر أمراء الأحواز (4) بقلم: عبدالرحيم آغا

البوابة نيوز

تناولنا فى مقالاتنا السابقة قضية الأحواز وما تعرَّضت له من تجاهل جعلتها فى طي النسيان وبعيدًا عن المحافل الدولية، وهو ما استغلته الدول المستفيدة من سيطرة إيران على هذه البقعة العربية وفى مقدمتها، أمريكا وبريطانيا اللتان تقفان وراء دعم النظام الفارسى والجماعات الإرهابية فى منطقة الشرق الأوسط لتفتيت الدول، وبث الفتنة بين العرب، وهو ما يظهر جليًا فى سوريا والعراق اليوم، إنه مشروع الشرق الأوسط الكبير، والذى أعلن عنه قبل ما يُسمى بـ”الربيع العربى”، وأطلق عليه أيضًا بعض الباحثين “الربيع العبرى”.

فقضية الأحواز تلك الورقة التى تستغلها بريطانيا للضغط على إيران لتقطير سياستها فى المنطقة، فمع حلول الذكرى الـ 40 للانتفاضة الأحوازية المقرر لها 20 أبريل من كل عام، أطلقت إيران وثيقة سرية تم تداولها على نطاق واسع على مواقع الشوشيال ميديا والتواصل الاجتماعى والتى كشفت عن أن هناك مخططًا للقضاء على الحركات الثورية والنضالية للعرب السنة فى إيران فى بحر 5 سنوات، وحذر الباحثون من تداولها مؤكدين أن الهدف منها هو التعرف على الحركات والأحزاب المناضلة فى الأحواز والخارج.

فإيران هى اللاعب الأساسى فى المنطقة ومشروعها الفارسى يعتبره الغرب الأكثر أمانًا لمصالحه فى المنطقة يأتى من بعدها الإمبراطورية العثمانية وهو المشروع الذى يسعى الأتراك لعودته فيما يسمى بـ”الدولة العثمانية”، ويشير الباحثون إلى أن المشروعين الفارسى والعثمانى الأكثر استعدادًا للتعاون وتنفيذ المصالح العليا للدول العظمى، وينظر الغرب إلى الدول العربية على أنها الشوكة التى لا تسمح لتطبيق مشروعاته التى تهدف لاستغلال ثرواته دون مقابل، فما يحدث فى العراق وسوريا خير مثال.

فإذا نظرنا إلى إيران نجدها تتدخل فى شئون كل الدول العربية بلا استثناء وتحارب على كثير من الجبهات فقد بسطت نفوذها فى العراق وسوريا وتمد النظامين بالمال والعتاد، وأشار بعض المحللين والسياسيين إلى أن هناك مليشيات تعمل على الأرض مدعمه من إيران وتركيا وفى المقابل تتغاضى عنهم أمريكا وبريطانيا وفرنسا، بل وتمدهم بالسلاح بطرق غير مشروعة لإحراز تقدمًا نحو المخطط الشرق الأوسط الكبير.

تلعب الدول العظمى لعبة العصا والجزرة مع الدول العربية، فإما أن تفرض أجندتها فى المنطقة دون اعتراض من الحكومات أو تطلق يد عملائها فى المنطقة وعلى رأسهم إيران لبسط المزيد من السيطرة على الأرض، وهو ما يعرف بمشروع المد الشيعى فإيران تقف وراء الجماعات والفئات التى تبحت عن ضالتها، والتى تتوهم بأنها تستفيد من الجانبين من أجل تنفيذ المخطط الأكبر.

نعود إلى القضية الأحوازية والتى اتخذت مسارًا جديدًا على الطريق الصحيح نحو اعتراف الدول العربية بها وحق شعبها فى تقرير مصيره، ففى سابقة هى الولى من نوعها اعترفت إيران مؤخرًا بقتلها للأمير خزعل الكعبى آخر أمراء الأحواز والذى سلمته لها بريطانيا بعد مساعدتها فى السيطرة بالكامل على الأراضي الأحوازية.

وكشفت صحيفة “جام جم” الإيرانية التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون فى دراسة قام بها الكاتب الإيراني “إقبال حكيميون”، وتحولت إلى كتاب تحت عنوان “وكالة الاستخبارات الإيرانية حتى نهاية عهد رضا شاه” عن أن اغتيال الشيخ خزعل آخر أمراء الأحواز تم بتآمر بريطاني – إيراني ، حيث نقل إلى طهران ومن ثم قتله بواسطة عميل لجهاز الأمن “السافاك” يدعى “عباس بختياري”، بعد اعتقاله وتسليمه لرضا شاه فى حراسة مشددة إلى طهران وحتى أصبح في يد ما تسمى دائرة الأمن السياسي آنذاك.

عزيزى القارئ انتظر منا تفاصل أكثر عن اغتيال الأمير خزعل الكعبى آخر أمراء الأحواز على يد رضا شاه، لا تبتعد كثيرًا وتبحر فى قراءات لا تجدى ، نجدد وعدنا بنشر التفاصيل الكاملة عن القضية بحيادية تامة.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى