غير مصنفمقالات

يوم الشهيد الأحوازي : مناسبة لتجديد العهد

يوم الشهيد الأحوازي : مناسبة لتجديد العهد

بقلم : نصر محمد الدراجي

لكل شعب شهداؤه ولكل قضية رموزها الخالدة , والشعوب كل الشعوب تفتخر بشهدائها وأبطالها الخالدين أكثر مما تفتخر بأي فئة أخرى من مبدعيها وعظمائها . وشعبنا الأحوازي ليس استثناء عن القاعدة , فهو كبقية الشعوب والامم يفتخر بابطاله وشهدائه ويعتبرهم نجوما مضيئة يهتدي ويقتدي ببطولاتهم وتضحياتهم الجليلة .
نعم إن شعبنا يعتز بشهدائه ، وكل ما نكتبه ونقوله بحق الشهيد قليل ولا يساوي قطرة دم من دمائهم الطاهرة التي روَّت ارض الوطن وزادته جمالا ببزوغ الورد الجوري مسقياً ومويا بدمائهم الزكية .
إن كل قطرة دم لكل شهيد تمثل سطرا في كتاب التاريخ وملحمة النضال من اجل حرية شعبنا , وكل روح تزهق في سبيل استقلال الأحواز تمثل انتصارا لكل القيم الانسانية السامية, ونبراسا لكل الشعوب وكل الثوار والمناضلين في كل مكان من العالم من أجل الحرية والصراع ضد الباطل وضد العدوان والاستعمار .
إن تاريخ الشعوب يبين دائما أن قوى الباطل والاستعمار لا يمكنها مواجهة الأحرار الا بالسلاح ظنا منها أنها بقتل الثوار واعتقال الاحرار وتكميم الافواه وممارسة القهر المنظم إنما تستطيع الاستمرار وتحقيق أطماعها وأغراضها الاجرامية وإخماد أشواقهم الطبيعية للحرية ، وتتناسى أن الحرية جوهر الوجود الانساني والحياة الكريمة , ولذلك لا يمكن القضاء عليها بالبطش والقمع والتنكيل , ولا بوسائل القوة والسلاح .
الشهيد هو رمز كل تلك المعاني العظيمة , فهو القدوة والمثل السامي للاجيال المتعاقبة لأنه يقدم أغلى ما يملكه في سبيل قضيته , ويوقد شعلة الحرية , وينير طريق الثورة , ويعطي المصداقية لحقوقه المغتصبة , وتصميمه على إعادتها مهما كلّفه ذلك من تضحيات غالية . ومن البدهي ان الانسان الحر الكريم لا يقبل أن يعيش مستعبدا ومقهورا مسلوب الحقوق والارادة والكرامة , لأن الله عز وجل خلق الانسان حرا وفطره على النزوع التلقائي الى الحرية وحثه على الدفاع عن كرامته , والتشبث بحقوقه وبلاده وماله وعرضه , وحرضه على الاستبسال في القتال دفاعا عنها حتى ولو تطلب ذلك افتداءها بدمه وبذل روحه, وكرمه الله بمنزلة خاصة هي منزلة الشهداء, واعتبر الشهيد أكرم بني البشر . كما أن الأمم الحية كلها تمجد شهداءها وتكتب ملاحم بطولاتهم بأحرف من نور وذهب لكي تستهدي بها الأجيال جيلا بعد جيل .
ولا شك أن تاريخ شعبنا الأحوازي مليء بالابطال والشهداء الذين ضحوا , ولهم علينا واجب اجلالهم وتمجيدهم والتعلم منهم , لذلك فإننا في مناسبة ( ٦/١٣يوم الشهيد الأحوازي ) نجدد عهدنا معهم ولهم بأن نواصل حمل الرسالة التي حملوها , ومشعل الثورة الذي أشعلوه وأن نثأر لهم من القتلة المستعمرين المتغطرسين .
أيها الشهداء العظام إننا نفتخر بكم وبميراثكم المجيد , ونعاهدكم أن نظل مدينين لكم ما دمنا أحياء , و ذاكرين فضلكم علينا بما قدمتموه من أثمان غالية , ولم تبخلوا بأرواحكم ودمائكم الزكية , فأنرتم لنا طريق المستقبل بقناديل التحدي والاصرار على استعادة الحرية واسترجاع حقوق شعبنا المسلوبة وعلى رأسها الاستقلال الوطني الكامل . لقد ضحيتم بأرواحكم في سبيلنا وأنتم بكامل الثقة والايمان بعدالة قضيتكم ومشروعية نضالكم في سبيل شعبكم .
كيف لنا أن ننساكم وأنتم من رسم لنا الطريق ..؟
كيف لنا ألّا نذكركم وأنتم كل ما تبقى لنا من ذكر للعز والشموخ ..؟
كيف لنا ألا نكتب انتصاراتكم وانتم ترتقون الى السماء أبرياء ..؟
نعم إن برائتكم المطلقة والأكيدة تمنعنا أن نرثيكم .. فالناس لا يرثون الأحياء ,لأن الرثاء لا يكون إلا للأموات .. وأنتم لستم أمواتا بل أحياء عند ربكم ترزقون , وأحياء ايضا في وعينا وضميرنا الجمعي الوطني .
طبتم أيها الشهداء الأحياء , وطاب ذكركم الخالد , وطاب مقامكم في جنان الخلد مع الأنبياء والرسل والملائكة والحور العين . ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون . فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) صدق الله العظيم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى