مقالات

الظروف التي أدت إلى اعتماد العلم الوطني الاحوازي


نحن الأحوازيين كباقي الشعوب و القوميات الذين مروا بسلسلة من المراحل والحوادث التاريخية والاحتلالات حتى وصلوا إلى التكوين النهائي وحينما جاءت فكرة اعتماد اعلامهم الوطنية أخرجوا الوان اعلامهم من بطون صفحات تاريخهم ونضالهم ومعاناة شعوبهم.
على سبيل المثال لا الحصر الحركة الوطنية الكردية أخذت شعار الشمس و الالوان الثلاث من علم إيران الآريائي وصار العلم الكردي الحالي ، أيضا وللعلم حتى الجمهورية بما تسمى الإسلامية أخذت علم الشاهنشاهي علم لها فقط زادته كلمة الله و الحركة الوطنية لاتراك ازربايجان الجنوبية أخذت من علم الدولة التركية الهلال والنجمة واللون الأحمر من علم أذربيجان الشمالية وهكذا الحركة الوطنية البلوشية اخذت علائم وشعارات علمهم من علم الدولة الباكستانية.

وعلى هذا السياق نحن كشعب عربي أحوازي نعيش منذ آلاف السنين على هذه الأرض التي اسمها الأحواز ولها جذور في أعماق التاريخ وعلى مر الزمن والعصور العتيدة كانت لها سلطة وأهلها تحكمها والدليل على ذلك الدولة العيلامية و مملكة ميسان في المحمرة ودولة بني أسد دولة المشعشعين في الحويزة و امارة بني كعب في جنوب الوطن وكان لهم اعلام كعلم دولة المشعشعين وشمايل علمهم اخضر اللون وفيه سيف وهذا العلم كان يمثل عائلة آل مشعشع فقط الذين ترجع سلالتهم الى  النبي محمد صلي الله عليه وسلم( أي بني هاشم) لكن هذا العلم لا يرمز ولا  يمثل كل الاحوازيين ولا كل الاراضي الاحوازية بعد ذلك لما حكمت  امارة بني كعب على مختلف شيوخها وطوائفها كانوا يرفعون بيرق قبيلتهم الذي يسمى(بيوض)لأنه كان أبيض اللون وفيه هلال وهذا أيضا لا يرمز ولا كان يمثل كل الشعب ولا كل الارض.    
لذا كان من الواجب والضرورة التاريخية أن يخلق علم وطني لدولة الاحواز العربية يمثل الأرض والشعب العربي الأحوازي بأكمله لأن العلم رمز الوطن والشعب ويمثل الهوية الوطنية للمواطن الأحوازي والوطن يعرف من خلال علمه الوطني ، اذا ضرورة التاريخ حملت الطليعة الأحوازية المتمثلة بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير الاحواز وقاعدتها الشعبية المناضلة علي عاتقها مشروع اعتماد علم وطني للأحواز العربية المحتلة وهذا كان اقتراح من أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير الاحواز آنذاك .
بعد أن اتخذت الجبهة قرارها التاريخي وانطلاقا من اجتماعها في مدينة دمشق بتاريخ الخامس عشر من ايار-مايو عام 1967 بالإجماع  وهذا كان متزامنا مع تغير اسم جبهة تحرير الاهواز الى الجبهة الشعبية لتحرير الأحواز وهذا القرار كان طبق المادة 5 من ميثاقها الداخلي كان يجب ان يكون للوطن وللجبهة علم وقسم ونشيد ووضع نظام خاص للعلم يحدد شكله ومقياسه بحيث يقسم افقيا الى ثلاث اقسام متساوية ومتوازية من الأعلى اللون الأحمر والوسط اللون الأبيض والاسفل اللون الأسود وفي اللون الأبيض نجمة خماسية خضراء تمثل الوطن الأحوازي وحول النجمة دائرة خضراء تمثل الطبيعة الأحوازية وهذه الألوان لا تأتي من فراغ بل مستوحاة من تراثنا القومي العربي واقتبس من الشعر العربي حينما يقول بيض صنائعنا سود وقائعنا خضر مرابعنا حمر مواضينا وايضا هذي الالوان ماخوذة من علم الثورة العربية الكبرى التي حدثت عام 1916 في العالم العربي .
عبدالوهاب ابوشهاب الخانجي 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى