عن جد !!!! يوسف يعقوب الأحوازيمقالات

عن جد!!!!!!!! من انا؟! هذا الجزء: مراوغة الفرس والانجليز بقلم: يوسف يعقوب الاحوازي

كانت الاخبار التي تصل من التميمية عن الجيش الاحوازي مأساوية و تفيد ان الجيش تضرر اضرار جسيمة ولكنه بقى صامدا غير ان قائد الجيش استشهد في المعركة ولذلك كان الامير خزعل مهموما مما حصل وغضب غضبا شديدا، فأمر بالاستنفار وتجييش الرجال والاستعداد للدفاع، فذهبت الجحافل من مقاتلين العشائر العربية بسرعة من مدن المحمرة والفلاحية و الاحواز للدعم والتصدي للجيش الفارسي حتي لا يتقدم اكثر وأوقفت تقدمه في ضواحي التميمية وتصدت له بقوة. فحينما رأى الجيش الفارسي الصمود والتفاني للاحوازيين تراجع و اخذ مواقع دفاعية في زيدون وارجان ومرة ثانية تدخلت البعثة البريطانية في المحمرة وطمئنت الامير خزعل ان الامور تحت السيطرة وان الجيش الفارسي تراجع ولا داعي للاستنفار والهجوم عليهم. غير ان الامير خزعل لم يقتنع بما قاله السر برسي كاكس المفوض العام البريطاني في المنطقة واعترض على كلامه قائلا انكم فقدتم مصداقيتكم عندنا سعادة السفير! انتم تدعمون رضا مير بنج لكي يستولي على عرش القاجار ولكي يصبح ملكا على المنطقة وتعطونه طائراتكم لكي يقصف الاحوازيين بها اذن كيف تصفون انكم اصدقائنا و رجلكم هذا يتعدى علينا ويقصف جموعنا بالمدفعية الثقيلة؟!

فأجابه رئيس البعثة البريطانية، نحن اوقفنا التقدم الفارسي وانهم راجعون الى ثكناتهم و الامر حصل بمحض الصدفة وانهم لم يريدوا الهجوم على التميمية وانما شبه لهم بتواجد السارقين وقطاع الطرق من لرستان فروا الى السهول الاحوازية بعد ماضايقهم الجيش الفارسي حسب ما وصلتنا المعلومات من طهران وانهم على استعداد لتوضيح الامر وارسال وفد لتقصي الحقائق!

كان الامير خزعل لم يثق بهذا الكلام و ظل مراقبا للامر ولكن الاخبار التي وصلت في نفس اليوم كانت تؤكد انسحاب الجيش الفارسي وتراجعهم للمواقع السابقة فتطمئن الامير جزئيا ولكن الامور لازالت عاتمة تماما!!!

كان الانجليز عندهم اكبر مصفاة للنفط في الشرق الاوسط في عبادان وكانت الحراسة و الحماية للمصفاة مؤمنة من جانب الامير خزعل وكان البريطانيون يقيلون اهمية قصوى لتكرير النفط في عبادان ويعولون عليه لتحريك اسطولهم وجيوشهم في المحيط الهندي بأكمله وكذلك كانوا يبيعون النفط على باقي الدول وكان للامير خزعل حصة من استخراج و بيع النفط حسب معاهدة رسمية فيما بين الدولتين ولم يكن من مصلحتهم اشعار الامير خزعل بالخطر وتسكير الابواب عليه وكان الامير واعيا بذلك غير ان الطرفان البريطاني والاحوازي لم يكن لهم خيار اخر غير ان يتعاملوا مع البعض بهدوء وحذر فكلا الطرفان لديه الكثير مما يخسر ولا يحب المخاطرة بذلك. على هذا الاساس تريث الامير خزعل وفضل ان لا يعلن الحرب ضد الجيش الفارسي الذي كان محميا من جانب الانجليز!
بعد ايام من ذلك وصلت رسالة من البعثة الانجليزية في المحمرة ان رضا بهلوي مستعد لمقابلة الامير خزعل و ايضاح الامور له وانه جاهز ان يأتي لمدينة الاحواز للقاء الامير خزعل والاعتذار مما حصل في زيدون ورفع الكدورة فيما بينه و بين الامير وللتطمين بأن رضا خان لم ولن يريد شن الحرب على الاحوازيين و الاطاحة بأمير المحمرة فكان رد الامير خزعل بعد الاستشارة مع وجهاء القوم ان يقبل الاعتذار ويستقبل رضا خان في الاحواز!

لم يكن احد يعلم بما يجري خلف الكواليس ولكن ظاهر الامر كان مُطَمْئِنا بعض الشي للأمير خزعل خاصة بعد ما كرر البريطانيين وعودهم له بمناصرته والدفاع عنه ضد اي اعتداء خارجي، ولكن هل هذا ما ينوون فعله ام انها مكيدة اخرى سوف يدفع ثمنها الاحوازيين!؟

يتبع
یوسف یعقوب الاحوازی
15/7/2017

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى