عن جد !!!! يوسف يعقوب الأحوازي

من انا ؟…….(3) بقلم: يوسف يعقوب الاحوازي

عن جد!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

كان الجواب غريبا لي و كأني لم اسمعه جيدا فرددت في نفسي ” دم البشر “!!!….

ما معنى ذلك يا ترى و ماهو المغزي من هذا اللغز ؟! اوليس الارزاق تأتي من الملكوت اذن كيف يمكن ان يطعم الملكوت الناس الدماء والتي تكون من المأكولات الحرام و علاوة على ذلك هي اصلا تعد من القذارة …..!

دهشت من الجواب و لم اكن مقتنعا غير انني لا اشك في ان الرائحة الكريهة التي كانت تفوح من القدور تؤيد الكلام الذي اجابني عليه الملك ولكن كيف يكون هذا؟؟؟!!!

بصرت على نفسي مرة ثانية فوجدتها معلقة في الفضاء اللامتناهي تزداد حيرتي مما اراه و تكثر اسئلتي بدل ان احصل على جواب شافى يرشدني الى جذوري ويوصلني الى حقيقة ذاتي فأدركت اني لم اصعد بما فيه الكفاية لكي احصل على مبتغاي فالذي فوق رأسي لازال عميقا بسيطا ليس له انتهاء ولذلك استجمعت قواي لكي اصعد واصعد عسى ان اصل الى مبتغاي فاسرعت وامضيت لا انظر الى الخلف حتى وصلت الى حائط عريض يرتفع من نور ناصع البياض يشبه الثلج تنحدر منه افواج الملائكة المحملين بالارزاق مثل البرق مسرعين لكي يصلوا الى اهل الارض فأردت ان اصعد اكثر لكي اتخطى الجدار واذا بنفس الحارس الذي اعترضني في المرة الاولى يظهر لي و يسئلني الى اين؟

رددت على الحارس اريد ان ارى خلف الجدار، فقال لي اولم تكتفي بهذا القدر من الحيرة ؟ فأجبته، لا! اريد ان استمر في الاستكشاف و العروج فقال لي كن حذرا وقلل من طموحك و غاب عني فتسللت الجدار حتى وقفت عليه واذا بوادي عريض يظهر خلف الجدار مليئ بالبساتين و الثمار و المزارع والمواشي وترى هنا وهناك منشئات ومباني كثيرة لاترى لها انتهاء فنزلت ورحت اطوف واستمتع كيف تخرج اطباق الارزاق من تلك المباني والمنشئات محملة على اكتاف ورئوس الملائكة فدخلت في احدى المنشئات لكي ارى كيف يتم تحضير الطعام وكيف توزع الارزاق فوجدت صنف من عباد الله يطبخون الاطعمة ويضعونها في الاطباق ثم يسلمونها لحاملين الارزاق الى الارض فسئلت احدهم من اين تأتيكم الارشادات وكيف يتم تقسيم الارزاق فقال يعطوننا جدولا يوميا للمستحقات فنطبخ او نعد الطعام كل يوم على حده حسب التوجيهات!!!!

فاردت منه ان يطلعني من اين تأتي الاوامر فقال لي بريد الملكوت يأتينا بالتعليمات صباح كل يوم ونحن نعمل كما طلب منا بالتحديد حتى المساء فأذا جن الليل فرغنا من الطبخ واشرعنا بملئ المخازن الفارقة حتى لا يفوتنا شئ من امر الله حتى الصباح الباكر فخطر ببالي ان اسئله عن القدور المحملة بدم البشر كيف يتم اعدادها ولماذا والى اين تذهب ولكن شوق معرفة اين اجد ” مطبخة الاحوازيين ” جعلني اغير رأيي و اسئله اين اجد مطبخة الاحوازيين فقال لي لا اعرف بالتحديد ولكن عن ماذا تبحث سوف تجده بالتأكيد لأن المطابخ لها اسماء البلدان فابحث عن اسم الاحواز في الاعلى لأن عناوين المطابخ على تسلسل الحروف من الالف الى الياء.

خرجت باحثا عن مطبخة الاحواز، فطويت الحروف لكي اصل الى “الف” و “الحاء” و اذا بي اجد مجمعا صغيرا يعمل فيه صنوف من خلق الله على شئ متواضعا من المأكولات مثل الخبز والتمر او الرز و اللبن ولكن العجب كل العجب انه حينما ينتهون من وضع الاكل في الاطباق في النهاية  يرشون كفا من التراب على كل طبق فسئلتهم لماذا تفعلون ذلك فقالوا هي اوامر ونحن علينا الاطاعة فسئلتهم من هو الامر فقالوا يأتي الامر من الملكوت فعاودت السؤال بشكل اخر حرصا على ان اجد حلا لربما لكي لا يرش التراب على ارزاق الاحوازيين فقلت لهم وهل من طريق لكي تتغيير الاوامر فقالوا ” ان الله لايغيَر ما بقوم حتى يغيَروا ما بأنفسهم “…

استفزني الجواب فصحت صارخا عليهم ” وماذنب النساء والاطفال والعجزة الاحوازيين  الذين لاحول لهم ولاقوة لتغيير اي شئ “…..

فرد عليً احدا من الخلف لاتصرخ هنا يا هذا !!! انك في الملكوت فأعرف حدودك !!! فألتفت عليه قائلا والَا ماذا ؟؟؟!!! وهل بأمكانك طردي ؟؟؟ فقال ليس بأمكاني ولكني استطيع ان انبهك ان لا تتمادى في فضولك ولا تستبق الحكم حتي لا تتيه في الملكوت لأنك سوف تلقى العجب تلو العجب وليس بأمكانك تغيير شئ فهنا كل شئ محسوم ولا تردد فيه الَا امر الله ولكن اذا اردت شيئا يتغيير فارجع الى الارض و غير من هناك وليس من هنا !!!….


يوسف يعقوب الاحوازي

[email protected]

20/04/2015

      

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى