عن جد !!!! يوسف يعقوب الأحوازي

من انا؟………………………(6) بقلم: يوسف يعقوب الاحوازي

 

عن جد !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

 

صمت جدي عدنان و صمت المجلس و لم يكن احدا يتكلم اجلالا لصمت جدي فبقينا في هكذا حال حتى تبسم جدي قائلا اطلب مني ما تشاء بني ؟؟؟!

 

فرجعت هوادتي علي و ضحكت وقلت له و كيف يكون ذلك يا جدي؟؟؟ انا مجرد خيال يسير في عالم الملكوت كيف لي ان اطلب شيئا؟؟؟!!!

 

فقال جدي عدنان و هو رافع جبهته المليئة بالنور الى الاعلي، ان لي شأن عند الله يا بني فهو يعطيني بكرمه ما اطلب منه !!!

 

فكرت هنيهة في نفسي و برقت عيناي وقلت له ” اطلب تحرير بلدي الاحواز ” !!!

 

فقال جدي عدنان ” هذا تحصيل حاصل يا بني ” !!! و كأني ارى علمكم يرفرف ما بين الاعلام مادمتم ” تريدون ذلك ” ولكن عليكم اولا بأن تتركوا الفرقة و التشرذم !!!

 

اطلب مني شيئا لنفسك يا بني!!!

 

فقلت يا جداه همي هو ” ان يرضى ربي عني ” !!!

 

فقال يا بني ” اتق الله و بر والديك ” هذا كفيل برضى الرب !!!

 

اطلب مني شيئا لنفسك يا بني!!!

 

فقلت يا جداه و ما عساي ان اطلب ؟؟؟!

 

فقال لي انظر في ما حولك ماذا ترى ؟!

 

فقلت له ارى قصور و حور و اجلال و نور و مقامات و درجات مما وهبها الباري لكم يا جداه !!!

 

فقال اطلب منه ما تشاء و سوف يكون لك، شرط ” ان تكون من اهل الخير ” !!!

 

فنظرت ما حولي و ابهرت بجمال المكان و المسرح و القصور التي تحيط بالمكان و الجواري التي تسرق القلوب و العقول بفتونهن و اذا بي مرة اخرى المح تلك الفتاة التي لمحتها اول مرة بين البساتين واقفة على شرفة قصر احمر يرتفع على قواعد بيضاء مبنية على تلة صغيرة تشرف على المسرح المحيط بنا و هو مليئ بأشجار النخيل و التين و الزيتون، يجري فيه نهرمن ماء اسن صغير !

 

وقفت شابحا على الفتاة!!! كان الريح يداعب شعرها البنيً و هو متناثر على كتفيها يتناغم مع النسيم يمينا و شمال و هي شامخة كالتمثال، خماسية القد، متوسطة الهندام ،خصرها نحيف يعلو اوساطها المتناسقة وقوامها الرشيق،مرتدية فستان بنفسجي يعلوه ثوبا ابيض من الثلج يتلاعب به الريح و كأنه من حرير!!!

 

وقفت عيناي شابحة عليها و لم تتحرك واستمريت اشبع ناظري منها حتى خاطبني جدي، و كأني اراك وجدت ما يعجبك هنا!!!

 

فقلت، نعم يا جداه، اعجبتني تلك الفتاة التي واقفة على تلك الشرفة الصفراء في القصر الاحمر فصاح جدي، اتوا بتلك الجارية!!!

 

مرًت هنيهة و اذا بالجارية تأتي متبخترة تمشي على استحياء كأنما رجليها لا تلامس الارض فبادرتني بنظرات خاطفة من عيناها العسليًتان حتى  وقفت مقابل جدي عدنان قائلة، السلام عليكم يا سيدي فأجابها ابوالعرب و عليكِ السلام يا امَةَ الله، ثم التفت علي متسائلا اهذه التي طلبتها ؟ فأجبته بنعم ! فرد علي بأبتسامة عريضة قائلا ما سر اعجابك فيها؟! و لماذا هي من بين تلك الجواري و الحور؟!

 

فقلت له وانا اتفحصها عسى ان تنظر الي، لا ادري يا جدي ولكن فيها ما يناغم اوتار قلبي و يشبع ناظري و تسكن له روحي و لا ادري اهذا من صنيع شعرها البني الذي يذكرني ” بتمور المحمرة ” ام لون ناظريها الذي يذكرني ” برحيق  نحل غابات الدًز ” ام هو من مسك عطرها الذي يفوح منه عبيق ” بابنج الخفاجية ” ام من مشيها الذي رأيته في ترنح ” غزال الصَعَدة ” ام من بياض خدَها الناصع الذي يشبه لون ” فِطر الشعيبية ” ام تسريحة شعرها المتناثر التي تذكرني ” بشلالات تستر ” ام بقوامها الرشيق الذي اراه يضاهي ” جبل مشداخ شموخا و اعتدال ” ام بسحر صمتها الذي ” يشبه خلجان شط العرب ” ام نغم كلامها الذي فيه حنين اصوات ” بلابل الفلاحية “….

 

لا ادري يا جدي فكل ما فيها مثالي وكل هذا  يذكرني بوطني ” الاحواز” يا سيدي…!   

 

فأدار وجهه عليها و قال، ما اسمك يا فتاة ؟ فقالت و هي مطأطأة الرأس، اسمي ” ماء الورد “…

 

ثم تابع جدي قائلا، و هل تقبلين خطوبة ولدي ” يوسف ” يا ماء الورد ؟!

 

فقالت، سمعا و طاعة يا ابالعرب ” شاء الله ان اكون من نصيبه والحمدلله ” !!!….


 

يتبع ….

 

 

 

يوسف يعقوب الاحوازي

 

25/07/2015

 

[email protected]

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى