عن جد !!!! يوسف يعقوب الأحوازي

من انا؟……………………………………(7) بقلم: يوسف يعقوب الاحوازي

عن جد !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

نظرت على ماء الورد فوجدتها خليطا متناسقا من صنع الله العظيم. كانت واقفة امامي و كأنها وردة صباحية تريد ان تتفتح في رحاب الطل ! شكرت جدي ابالعرب على هذا التذكار السماوي و قلت له :  و كيف لي ان افارقها يا جداه، لأني لامحالة راجع على الارض وهي تبقى في السماء فهل الى مخرج لكي اخذ هديتي معي ؟ فضحك قائلا، لا تكن جاهلا يا بني ان اهل السماء في السماء و اهل الارض لهم اَجَلًهم حتى حين!

فرددت عليه، ولكنني مولع بها ياجدي ، فقال لي تمهل يا بني فهي لك ما دمت من اهل اخير و صبرت على ذلك!

نظرت الى ماء الورد مرة اخرى فرأيتها رافعة عيناها تنظر محدقة اليَ بأبتسامة سحرية فأجبتها بأبتسامة عريضة فقالت لي ” سوف انتظرك حتى تأتي ” !!!!

كان كلامها غاية في الروعة و صوتها فيه من الشجى و الحنين ما يفوق مقدرتي على الاستيعاب فبقيت حائرا هل هذا حقا صوت فتاة ام تغريدة من الجنان ! أطلت النظر اليها محدقا بعينيها الفاتنتان الكبيرتان و هي مستمرة بالأبتسامة تبادلني النظرات فمر بيننا كثير من المفاهيم بغير كلام ! فلا ادري كم مر علينا من الوقت حتى رجعت على نفسي بعد فترة من السكر و صحيت على وقع ضحك اهل المجلس علي  حينما نهرني جدي عدنان، ما بك يا بني؟!

ناديتك 3 مرات فلم تجبني فقلت له خجلا، عذرا سيدي قد سرقت ماء الورد مني الحواس و بقيت لا اسمع و لا ارى ! فضحك اهل المجلس كلهم و ضحكت معهم وضحكت ماء الورد!

 فقال جدي قاصدا ماء الورد ” عودي الى فنائك يا ماء الورد ” فقالت سمعا و طاعة و تركت المجلس متبخترة كما اتت و انا اتابع خطواتها بشراهة حتى غابت عن ناظري في الجوار.

ذهبت ماء الورد و تركتني في المجلس صامتا لا اقدر ان اتابع ما اتيت من اجله علقا في سماء الملكوت تحيط بي ارواح الاجداد و هم يريدون المتابعة مني لكني لم اكن اقوى على الحديث و ليس لي شغفا على ان اتابع تطفلي و مكوثي في الملكوت! كانت الفتاة في غاية الروعة و الجمال و لقد سلبت مني الحواس كلها وبقيت حائرا افكر كم انا قليل الحيل و ضعيف امام امر الله عز و جل اذ ابعدني تماما مما جئت لأجله و تركت جميع فضولي ولم يبقى لي شوق لكي ابقى اكثر في السماء خشية ان اخسر الزمن في الارض!

كنت متلهفا مشتاقا لكي اعود الى الارض بسرعة حتى اتابع ما تبقى من عمري على عجل و اقضي نحبي بأذن الله و اعرج الى السماء مرة ثانية لكي التقي ماء الورد و اعيش معها كما وعدني جدي عدنان و لذلك استجمعت قواي دفعة واحدة و  لملمت اوصالي المتبعثرة وراء الجارية السماوية و اردت ان اطلب الانصراف ولكن قبل ذلك كان على ان اسئلهم سؤالين قد عجزت عن تفسيرهما قبل ان اهبط الى الارض، فسئلت جدي عدنان هل لي بسؤالين قبل ان انصرف يا جداه ؟!

فقال جدي اسئل ما تشاء يا بني، فقلت له، كنت قد مررت على وادي تقسيم الارزاق قبل ان اصل اليكم ورأيت فيه كثيرا من العجب ولكن ادهشني امرا لم اكن اتوقعه و هو رش التراب على ارزاق الاحوازيين خاصة !!! فيما لا ارى شيئا مماثلا في باقي اماكن تقسيم الارزاق اوليس هذا ظلما بحقهم؟!!!

هنا ضحك جدي عدنان و قال لي يا ولدي هذا التراب ليس تراب الذل و الهوان!!! هذا تراب الاحواز يرشونه في طعامكم حتى لاتنسوا الارض و الوطن وينغمس حبها في وجودكم ولكي تتربوا على الاصول و القيم الذي عهد اليكم ابائكم بها هذا لأنه يعلم الله هرطقة و شعوذة اعدائكم و ماذا يكنون اليكم من حقد دفين و مكايد لكي يسلخوكم من ارضكم و تراثكم و اصولكم و لهذا السبب ملائكة الارزاق يرشوا على اطعمتكم ” نكهة من تراب الاحواز” لكي ينغمس هذا التراب في اجسادكم و يمشي في اوردكتم حتى يغذيها و يعوَدها على ” حب الوطن و حب الارض ” و علامة من علائم الايمان فلا تخشى من هذا الامر بل اشكرو الله الذي اعطاكم هذه الميزة حتى تجابهوا المحتل بقوة و ثبات و خير دليل على ذلك انكم صبرتم 90 سنة على عمليات التفريس و لم تستسلموا و لم يستطع العدو النيل من هويتكم و لغتكم.

فكرت مليَا في الجواب فوجدته مقنعا بما فيه الكفاية ورأيت مصداقا عظيما لهذه اللفتة السماوية حيث بارك الله ثبات الاحوازيين و جعلهم يحتفظون بتراث الاجداد طيلة قرن من المحاولات لطمس الهوية العربية و اجتثاثها و استبدالها بالفارسية ! نعم انه امر يشبه المعجزة كيف صمد الاحوازيون مقابل الهجمة الفارسية العشواء لولا بركة الله و توفيقه!!!

استحسنت الجواب من جدي فقلت له شكرا لك يا جداه ولكن عندي سؤال اخر، ما بال قدور الدم و تلك التي تنزل على الارض و لمن تذهب؟؟؟!!!

حينما سئلت هذا السؤال تغييرت معالم وجه جدي و انزل عيناه ينظر الى الارض و يحوقل ! و بعد فترة رفع رأسه عاليا و في ملامحه اثار الغضب ثم قال:

 ” هذا طعام علماء السوء “….

” هذا رزق اصحاب الفتاوى “…..

” هذا خاص بمن يهدرون الدم “….

” هذا لمن يحللون و يحرمون و يحكمون بغير ما انزل الله “….

” هذا طعام المرجعيات و المشايخ الذين يتلاعبون بالدين “….

“هذا طعام اشر خلق الله و اعظمهم جريرة “….

هم عصاة على الله ، هم اعداء الله ، هم من اتُبعهم الشيطان و هم من نسوا الله فنسيهم….


يتبع

19/08/2015

[email protected]

 

      

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى